مع بزوغ فجر ذكرى اليوم الوطني والاحتفال به، نستشعر النهضة الحضارية المميزة التي وصلت إليها المملكة بسواعد ومشاركة أبناء الوطن المعطاء بجميع فئاته دون استثناء، منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) إلى أن واصل مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز (حفظه الله). حيث كانت وما زالت الرؤية تقوم على أن تنمية الوطن لا تتحقق إلا بتنمية الإنسان، وهذا الإنسان هو المرأة والرجل على حد سواء. وكون المرأة السعودية جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الغالي وهذا التقدم الحضاري والانجازات، يبقى احتفالها بهذه الذكرى احتفالا مميزا وفريدا كونها حققت كثير من الخطوات الايجابية اللافتة في مسيرة التنمية الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية. وطن المحبة والسلام تحت ظل قيادة عكست كل الاهتمام البالغ للمرأة كونها اللبنة الأساسية في بناء أي مجتمع وقد يكون وضعها وأولوياتها محل تقدير وهذا اتضح من خلال كلمات خادم الحرمين الشريفين والتي لاتخلو من الإشارة للمرأة الأمر الذي يوضح مدى حرصه حفظه الله على أن تحيا حياة كريمة وتمنح كافة الفرص في إطار أحكام شريعتنا السمحاء .. ((إن مسؤوليتنا اليوم تتضاعف أمانة مع الله ثم مع وطننا، و إنها و الله لأمانة ثقيلة لا يقوم بها فرد أو أفراد و لكن تنهض بها سواعد الرجال إخلاصًا و ولاءً فهي المسؤولية و هي الواجب و الحقوق التي تفرض علينا فسح المجال لكل عطاء وطني و من ذلك عطاء المرأة السعودية بقيمها و أصالتها، لذلك لن نسمح لكائن من كان أن يقلل من شأنها أو يهمش دورها الفاعل في خدمة دينها و وطنها فالنساء شقائق الرجال و لن نترك بابا من أبواب العطاء إلا وشرعناه لها في كل أمر لا مخالفة فيه لديننا أو أخلاقنا و لن نقبل أن يقال إننا في المملكة نقلل من شأن بناتنا و أمهاتنا و زوجاتنا و أخواتنا و لن نقبل أن يلغى عطاء نحن أحوج الناس إليه)) كلمات تحوى معنى عظيم وكبير القاها خادم الحرمين الشريفين في أثناء زيارته للمنطقة الشرقية بعد توليه مقاليد الحكم كانت نقطة انطلاقة للمرأة لتنخرط في كافة المجالات والتي هي قادرة على تحقيق النجاح والعطاء ذلك أن المرأة السعودية ابنة وطن لايراهن احد على مكانته في العالم عكست جدية وانجازا من خلال ما تقلدته من مناصب عالمية. لقد وضعت حكومتنا الرشيدة منذ تولى الحكم على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز ركائز هامة للنهوض بنساء الوطن وهي التعليم والذي من خلاله سيعاد رسم ملامح المستقبل بما يكفل بإذنه تعالى حياة مشرقة لكل فئاته رجالا ونساء فقد وصل عدد الطالبات السعوديات في القطاع التعليمي إلى حوالي 5.2 مليون، مايشكل حوالي 51% من عدد الطلاب في المملكة العربية السعودية، واهتمام الدولة بدأت رحلته من عام 1960م ليصبح بعدها وبعقد واحد فقط حوالي 50% من النساء السعوديات في المدارس، ومع بداية القرن الحادي والعشرين بلغت هذه النسبة 93% بشكل عامل تشكل نسبة 100% في المراحل الابتدائية. واليوم هناك حوالي 200 ألف طالبة يدرسون في المرحلة الجامعية سواء في الجامعات السعودية الإحدى عشر أو في كليات البنات التابعة لوزارة التربية والتعليم السعودية، لقد أسهمت المرأة السعودية في بناء الإنسان والمجتمع عبر جميع الأدوار التي مرت بها، ولم يتوقف دورها في أي وقت من الأوقات. فمن فجر التوحيد، وحتى عصر النهضة والانجازات العملاقة، استمر عطاء المرأة السعودية بجميع تخصصاتها، ومهما كان موقعها فهي حاضرة بعطائها المتواصل وبمشاركتها الفاعلة في دفع عجلة البناء والنماء والتنمية للمجتمع عامة. لقد أثبتت المرأة السعودية وجودها في جميع القطاعات بكل تمكن واقتدار، ومازالت تتطلع إلى المزيد من المشاركة الفعالة في ميسرة هذا الوطن وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، فالإسلام كفل للمرأة حقوقها والدولة رعاها الله حافظت وصانت هذه الحقوق. وختاما، نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي العظيم أن يحمي هذه البلاد حكومتا وشعبا وأن يديم علينا نعمة الأمن والآمان وأن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وكل عام ووطنا بخير.