إنجاز وطني عالمي يستحق التكريم، ويستحق الإشادة. هذا الفريق منتخبنا لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي حصل على لقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وقدم للوطن ما لم يقدمه معظم مَن نعتبرهم من الأسوياء، وهم في مواقع تمكّنهم من أن يكونوا كذلك، وأثبتوا للجميع بهذا الانتصار أن الوجه الآخر، وتلك الصورة للعديد ممّن ينظر إليهم المجتمع بأنهم أسوياء هم في الحقيقة أكثر خطرًا، وعبء ثقيل على المجتمع، لا يهم.. لكن كلنا ثقة أن هذا اللقب لم يأتِ صدفة، أو لعدم قدرة المنتخبات التي شاركت، ولكن أتى أولاً لأن الأبطال أعضاء الفريق لا يهمهم الظهور على المواقع الرئيسة على القنوات الفضائية والإعلامية، وثانيًا هم بعيدون عن المهاترات الرياضية التي يشهدها الواقع الرياضي، والطرح الذي خرج من بوتقة الإعلام الرياضي غير الواعي. ثالثًا المنظومة المنظمة المتكاملة داخل أروقة اتحاد ذوي الاحتياجات الخاصة لا تجدها في أي اتحاد آخر، وحتى نكون منصفين، فقد قاد هذا الفريق المدرب الوطني القدير الذي نقف له تقديرًا واحترامًا عبدالعزيز الخالد، ومعه أعضاء البعثة. هذا المدرب الوطني الذي عرف كيف يتعامل مع أعضاء الفريق، وعرف أيضًا كيف يقرأ الخصوم.. شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل على استقبالكم الأبطال، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد. شكرًا لتكريمهم ودعمهم، ونطلب أن يتواصل التكريم والاحتفاء بهؤلاء الأبطال في كل نادٍ رياضي، حتى يرى الجميع قدرات هؤلاء الذين يعملون بصمت وبصدق، بعيدًا عن الجشع، ويهتمون بقراءة ما بين السطور، وتلمس مدلولات ما ترصده إبداعاتهم، ليس بالعين المجردة وحدها، بل بحدقات عيونهم الموصولة رأسًا إلى قلوبهم العامرة بالحب. ثم إن الأمل كبير في الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مستوى التكريم الذي يستحقه الأبطال. وقد أعجبتني كلمات الأستاذ خلف ملفي عندما قال: وعسى أن يكون المبلغ الذي تبرع به سمو أمير الشرقية الأمير محمد بن فهد، ونائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وبعض رجال الأعمال يوم عودة الأبطال، فاتحة خير لما هو أكبر، وأتمنى أيضًا أن تبرهن الجهات المختصة استفادتها من أخطاء التكريم في المرة السابقة عام 2006م، ولا يضم أناسًا على حساب الأبطال الحقيقيين «أفراد البعثة».! كما يقول: «لو أن الجهاز الفني (أجنبي) وتحديدًا (أوروبي)؛ لقيلت فيهم قصائد مدائحية في كيفية التعامل مع مثل هؤلاء اللاعبين الأبطال، وأنه لو كان المدرب أجنبيًّا لمنح الكثير من الاختصاصات الفريدة».. انتهى. نعم هذا الإنجاز وهذا التتويج السعودي سيسطره التاريخ باسم منتخب المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يعرف اللاعبون، وحتى تعرف الفرق، وكل الأجيال المقبلة أن قدراتهم الخارقة ليست مجرد قراءات نظرية، ولكنها خرجت من التنظير إلى التطبيق العملي؛ ولأنهم يعرفون قضيتهم فهم مستمرون، وهذا الاستمرار سيلقى يومًا موقعه.. وها نحن نحصد النتائج بأيدٍ سعودية. [email protected]