تشهد منافذ بيع حديد التسليح في أسواق مدينة جدة حالة من الاستقرار من حيث البيع والاسعار. وعزا متعاملون في سوق الحديد ذلك إلى أن تنظيم عملية الشراء من المستهلكين -حسب الحاجة- كان له دور كبير في استقرار السوق، على عكس الفترة التي رافقت أزمة شح المنتج، التي تفجرت بسبب الإقبال المبالغ فيه من المستهلكين للاستحواذ على أكبر قدر من السوق خشية ارتفاع الاسعار، الذي اشارت إليه بعض المصانع قبيل تنفيذ الزيادة المعلنة نتيجة ارتفاع اسعار المواد الخام الداخلة في التصنيع. واعتبر عاملون في أسواق الحديد أن هناك وفرة في المعروض وثبات في الاسعار، فيما أكدوا ان الحديد المستورد شحيح، والصيني منه شبه مختفٍ من الاسواق. وهو ما ادى بالفعل إلى الشح. ووصل سعر الطن الحديد المحلي على آخر ارتفاع لمقاس 16ملم ب2945ريال والحديد التركي لنفس المقاس ب2800، مع عدم تواجد المنتج الصيني في ظل توفر البدائل التي يحتاجها المستهلك. وتوقع العاملون أن تشهد الفترة المقبلة تراجعا في الأسعار أقل من السعر المحدد من وزارة التجارة والموجود على الموقع الالكتروني للوزارة. من جهته أفاد مصدر مسؤول في الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن هناك عوامل أدت إلى استقرار المعروض “توفر المعروض” وتراجع المبيعات. ويقول وافي فيصل “مدير فرع المجموعة السعودية للحديد والمواد الإنشائية”: إن جميع أنواع الحديد المستورد، الذي يتعاملون به متوفر، وبأسعار أقل من أسعار المحلي، مشيرا إلى أن الحديد التركي الذي يعتبر الاغلى سعرا بين المستورد سعره 2800 للطن مقاس 16ملم و3050مقاس 8 ملم و2810مقاس 14ملم، مشيرا إلى أن المعروض لم يشح والطلب شهد استقرارا وتراجعا من بداية شهر رمضان بخلاف الأربعة الأشهر الماضية، التي سبقت رمضان وشهدت زيادة في الطلب مما جعل المعروض غير كاف. وعن الحديد الصيني أجاب قائلا: هناك بدائل كثيرة من المستورد كالإماراتي الذي يباع مقاس 16ملم منه ب2850ريالا للطن، والقطري سعر 16ملم ب 2855ريالا للطن، اما التركي فهو متوفر بكثرة ويحل محل الصيني ويكلف توصيله من المصنع الى الميناء اقل من تكلفة الصيني. واضاف: المستهلك الان يبحث عن الأجود والأرخص بخلاف فترة الأزمة السابقة مع توقعه ان تنخفض الأسعار بسبب تراجع الطلب. ويقول سليم “مدير المبيعات باحدى وكالات توزيع الحديد المحلي”: إن حجم الطلب يتناسب مع كمية المعروض والاسعار مستقرة والطلب تراجع نسبيا عما كان عليه في السابق بسبب انشغال الغالبية العظمى من الناس بالترميم الداخلي للمنازل لموسمي الاجازة وعيدي الفطر والحج “حسب توقعاته” واضاف: المستهلك بدأ يشتري حسب طلبه الأسبوعي ليس كما كان في السابق، حيث كان يطلب الكمية اللازمة لمشروعة دفعه واحدة فكان يتسبب في شح المعروض في السوق، وبالتالي ارتفاع الاسعار، لافتا إلى انه وحسب ما حددته وزارة التجارة فإن “سابك” وهي التي تنتج انواع الحديد الاكثر طلبا في السوق قد استقرت أسعاره على 16ملم فما فوق ب2945، 14ملم ب2955، 12ملم ب2975، 10ملم ب3155 و8 ملم ب3195ريال. ويرى فالح بن صالح “مستهلك” ان الفترة الحالية تشهد توفر جميع أنواع الحديد المحلي والمستورد ولكن المشكلة ان الأسعار مازالت ثابتة على ارتفاعها الاخير دون تراجع بعد استقرار الاسعار وانتشار توقعات تفيد بتراجع الاسعار. من جهته اكد رائد العقيلي نائب رئيس لجنة المقاولين والخرسانة الجاهزة في جدة، ان الفترة الحالية تشهد استقرارا ممزوجا بركود في المبيعات، مما جعل كمية المعروض كافية، وارجع السبب في استقرار الحديد وركود مبيعاته الى سببين، اولهما ان الخطة الشرائية لدى المستهلك قد تغير وأصبح يأخذ قدر حاجته، على عكس السابق عندما كان المستهلك يأخذ بقدر احتياجات مشروعه بالكامل. أما الامر الثاني والحديث مازال على لسان العقيلي أن الاسعار مازالت مشتعلة لم يراع فيها مصلحة المستهلك البسيط الذي أصبح غير قادر على الشراء مع الارتفاع، الذي شد جميع المواد الاولية الداخلة في البناء كالطوب الاحمر والخرسانة، وغيرهما من المواد. وطالب العقيلي وزارة التجارة بتخفيض قائمة الاسعار الموجودة على موقع الوزارة وإلزام التجار بذلك التخفيض فليس هناك مبرر لذلك الاتفاع الهائل بخلاف الارتفاع الذي حصل عام 2007 و2008 م الذي كان مبرره ان الاقتصاد العالمي في ذروة ركوده.