أثنى رؤساء وفود، وممثلو دول غرب آسيا، وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية، والخبراء المعنيين بالأوزون على دور المملكة لالتزامها الدائمة بأجندة بروتوكول “مونتريال” الخاص بالأوزون. جاء ذلك خلال فعاليات الاجتماع الرئيسي الذي عقد أمس التي تستضيفها المملكة ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وذلك بفندق مريديان جدة وتستمر لمدة خمسة أيام. وأكد وكيل شؤون البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور سمير بن جميل غازي في كلمة استهل بها حفل الافتتاح حرص المملكة العربية السعودية واهتمامها بقضايا البيئة الدولية وعلى رأسها قضية حماية طبقة الأوزون وحماية المناخ العالمي إيمانًا من قيادتها وشعبها بأن الأرض هي هبة الله للإنسان وميراث الأجيال المقبلة من كل الشعوب والأقطار. وأشار إلى أن المملكة انضمت لاتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال منذ العام 1993م ومنذ ذلك الحين قامت بإعداد وتنفيذ برنامج وطني للحد من استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بصورة وطنية خالصة ودون الاعتماد على أ موارد خارجية حتى العام 2007م مضيفًا أن المملكة عملت على الاستفادة من الدعم الفني المقدم من الصندوق المتعدد الأطراف لبروتوكول مونتريال وخلال تلك السنوات استطاعت المملكة بالرغم من صعوبة التحديات المتعلقة بالقطاعات المستهلكة من أن تحافظ على امتثالها والتزامها بأهداف وأحكام البروتوكول. أما ممثل أمانة الاوزون الدكتور جليت بانكويزك فشكر في كلمته المملكة على دعمها الدائم للمنظمات الدولية التي تهتم بالبيئة وأن هذا الاجتماع المهم يأتي فرصة للتفكير في الحد من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وأنها تسهم إلى حد كبير في تبادل الخبرات وفرصة لدراسة مختلف وجهات النظر لتطبيق بروتوكول مونتريال كون أن هناك كثيرًا من الدول التي لم تنجح في تطبيق التزاماتها للبروتوكول لأسباب مختلفة. وألقى كلمة المنظمة العربية للثقاة والتربية والعلوم عبدالوارث سرحان شدد فيها على حرص المنظمة المساهمة في كل ما من شأنه نجاح الدول الإسلامية في تطبيق قواعد وأنظمة المواد المستنفدة لطبقة الأوزون والعمل على توفير وسائل الدعم والمساندة الكفيلة لتحقيق ذلك ومعربًا عن سعادته بهذا الاجتماع المهم الذي تحتضنه المملكة السباقة الدائمة في تحقيق ومساندة كل ما من شأنه المضي في العمل الإقليمي والدولي الذي يخدم العمل البيئي. وعبر مندوب منظمة الأممالمتحدة للتنمية والصناعة “اليونيدو” الدكتور سي احمد عن خالص شكر منظمته للدور البارز الذي تقوم به المملكة على جميع المستويات لخدمة العمل البيئي وصون موارد الطبيعة وهذا الاجتماع الكبير دليل على ذلك ومخرجاتها تشكل أهمية كبرى لدفع دول غرب آسيا للحد من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون. وأكد بدوره المدير الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة لغرب آسيا الدكتور حبيب الهبر أن برنامج الأممالمتحدة للبيئة ومنذ إنشائه عام 1972م ركز على تحفيز دول العالم للتكاتف وتوحيد الجهود من اجل وضع وتنفيذ الحلول العلمية والناجعة للتغلب على المشاكل الكونية التي أنتجتها الثورة الصناعية مستندة على عدة مبادئ أساسية مثل “المُلوِّث يدفع” و “المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة”. ومن هذا المنطلق فان برنامج الأممالمتحدة للبيئة قد حفز دول العالم للمصادقة على العديد من الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف مثل اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال واللتين تعالجان ظاهرة تآكل طبقة الأوزون واتفاقية الأممالمتحدة الإطارية وبروتوكول كيوتو بشان تغير المناخ، ووفر الإمكانيات المالية والتقنية لتبادل المعلومات والخبرات ونقل التقنيات الصديقة للبيئة بين دول العالم لتمكين الدول التي لا تمتلك الإمكانيات من نقلها وتوطينها وبذلك يمكن للكرة الأرضية التي نعيش عليها جميعًا من التخلص من تلك الظواهر الغريبة عليها. يذكر أن الاجتماعات بدأت أمس الأحد وتستمر حتى الأربعاء بجدة وتحتوي على ورشة متخصصة لبدائل المواد الهيدروكلوروفلوروكاربونية (HCFC) في قطاع الرغويات (الفوم) وهو قطاع في غاية الأهمية للوفاء بأقرب متطلبات الامتثال لبروتوكول مونتريال في العديد من دول المنطقة آخذين بعين الاعتبار جاهزية وفعالية البدائل المتاحة، ويصاحب ذلك عددًا من الفعاليات المتعلقة بتطبيقات المواد الهيدرو كلورو فلوروكربونات في صناعة الرغويات وتطبيقات التبريد والتكييف إضافة إلى قيام الرئاسة خلال الاحتفالية باليوم العالمي للأوزون بتكريم عدد من الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ البرنامج الوطني للتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وكذلك تكريم الشركات والمصانع المتميزة والتي اتخذت إجراءات وتدابير نحو التحول للبدائل الآمنة