تجمع الآلاف من سكان نيويورك في وقت متأخر الجمعة، عشية الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 لإضاءة الشموع تأكيدا على تضامنهم مع الجالية المسلمة، وجاء التجمع بالقرب من موقع الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي وسط جدل حول بناء مسجد قريب ومركز ثقافي إسلامي، وبعد أن لفت اسقف بولاية فلوريدا انتباه العالم بتهديداته بحرق نسخ من القرآن الكريم، وقالت روزالين باكساندال وهي أستاذة تاريخ شاركت في التجمع “أنا أؤيد التسامح وحرية الدين.. التعصب يصب في مصلحة تنظيم القاعدة”. وقال آرثر واسرمان وهو من قدامى المحاربين وشارك في الحرب العالمية الثانية إنه يعيش على بعد كيلومتر واحد فقط من الموقع وإنه شهد مأساة هجمات 11/9 . وأكد أن لهذا السبب، ينبغي أن يبنى المسجد في مكان قريب. وأضاف “نحن أمريكا. نحن ندافع عن الحرية الدينية”. وكان من بين الذين تجمعوا، سيدة مسلمة مسنة، قالت إنها جاءت إلى الولاياتالمتحدة من الهند قبل 27 عاما من أجل الحرية الدينية. وأكدت أن هناك الكثير من سوء الفهم، وهناك حاجة إلى مزيد من الحوار، وشددت على أهمية المسجد الذي خطط لبنائه الإمام فيصل عبدالرؤوف كما تجمع حوالى الفي شخص مساء الجمعة قرب موقع اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك “غراوند زيرو” للتعبير عن دعمهم لبناء مسجد في مكان قريب، ودان المتظاهرون وهم يحملون شموعا، الذين يعترضون على بناء مركز ثقافي إسلامي قرب الموقع الذي كان يضم برجي مركز التجارة العالمي، معتبرين ان هؤلاء يشوهون صورة المسلمين وينتهكون الحقوق الاساسية الأمريكية. وقالت سوزان ليرنر مديرة منظمة الدفاع عن حقوق الانسان “كومون كوز” أمام الحشد “نحن هنا معا لرفض الأحكام النمطية والمسبقة”. من جهتها، رأت ريبيكا فيلكوميرسن مديرة منظمة أصوات اليهود للسلام (جويش فويس فور بيس) ان “الأمر المهم هنا في نيويورك ليس في الواقع هذه القضية (بناء المسجد) بل تصاعد الخوف من الإسلام”. وجاءت هذه التحركات مع إدانة منظمة العفو الدولية الجمعة جو «الاضطهاد» السائد ضد المسلمين في الولاياتالمتحدة، وعبر الفرع الأمريكي للمنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان أنها «تشعر بقلق عميق بتزايد المعلومات التي تتحدث عن جرائم ارتكبت ضد مسلمين أو مشاعر معادية للمسلمين». وإلى جانب التهديد باحراق نسخ من القرآن، ذكرت المنظمة طعن سائق سيارة أجرة مسلم في نيويورك واحراق مسجد يجري تشييده في تينيسي (جنوب) وتخريب مركز إسلامي في كاليفورنيا (غرب). واضاف ان «هذه الجرائم تغذي أجواء من الخوف والتمييز والاضطهاد ضد المسلمين»، مؤكدة ان «هذه (الجرائم) لا مكان لها في مجتمع قيمه هي الحرية والعدالة والمساواة»، ودعت المنظمة السلطات الأمريكية إلى «اتخاذ إجراءات قوية ضد الهجمات» التي تستهدف مسلمين، وقالت إنه «من الضروري ان تعزز السلطات الإجراءات لضمان حماية أعضاء كل الجاليات بالطريقة نفسها».