كثيرون ممن أغاظهم القرآن بروائعه عبر التاريخ أشعلوا النار بنسخ منه هنا وهناك نكاية، وتيري جونز الراغب بحرق نسخ من المصحف غدا واحد منهم، لكنه مختلف بعض الشىء، فهو يبدو مما قالوا وكتبوا عنه في صحف ألمانيا والولايات المتحدة بشكل خاص مرفوض أينما حلت به الرحال، إلى درجة أن ابنته تبرأت منه وتعاديه. فيما جمعت زوجته الحطب وحملته إليه لإحراق المصاحف الكريمة. جونز، أمريكي من مدينة كيب جيراردو بولاية ميسوري وعمره 58 سنة، صرف منها 30 عاما بالتبشير الفاشل حتى الآن، هو أنه أيضا تاجر ناجح بالمفروشات المستعملة التي يشتريها ويبيعها «أون لاين» بالمزادات، وأشهرها موقع «إي.بي» المعروف عالميا على الإنترنت. لذلك أصبح جونز مليونيرا، وفق ما تقوله عنه وسائل إعلام أمريكية، فلديه 6 أملاك مسجلة باسمه واسم زوجته الثانية، سيلفيا جونز، وجميع أملاكه اشتراها بين مارس (آذار) 2006 ويناير (كانون الثاني) 2007 بجوار مدينة غينسفيل بولاية فلوريدا، حيث يقع في ضاحية ريفية منها مقر «مركز حمامة للتواصل مع العالم» التابعة لكنيسة تحمل الاسم نفسه هناك ولا تتبع لأي طائفة مسيحية معروفة. واشارت بعض الدوائر إلى شبهات مالية تدور حول استئثاره وزوجته باموال الكنيسة. وكان تيري جونز يعمل في شبابه مديرا لفندق صغير، وهو أب من زوجته الراحلة لابن اسمه لوقا، وابنة اسمها إيما، وهي تكرهه وتبرأت منه ومن زوجته سيلفيا وانفصلت عن العائلة تماما، بل وعن الكنيسة التي أسسها في كولونيا، بحسب ما قالته لمجلة «در شبيغل الألمانية» وتقول محطة «سي بي أس» التلفزيونية الأمريكية إنها كشفت أن قاضيا أمريكيا استدعى تيري جونز الشهر الماضي حين أعلن عن نواياها الحارقة، فاتضح للقاضي أن جونز وزوجته «لا يعرفان سوى القليل عن شريعة القرآن التي يحاربانها، ومعظم ما يعرفانه استمداده من شرائط فيديو معادية للإسلام في موقع «يوتيوب» الشهير على الإنترنت وفق تعبيرها. وقالت المحطة إن القاضي سأله كم مسلما يعرف شخصيا، فقال إنه لا يعرف أي مسلم، وسأله أيضا: « هل تعرف من أين جاءت شريعة القرآن» ؟ فأجاب: لا، في الحقيقة لا أعرف.. وعودة إلى أملاك القسيس فإن صحيفة «غينسفيل صن» تذكر أن أهمها هو بيت فخم اشتراه بأكثر من 647 ألف دولار، وشقة بحوالي 400 ألف دولار، إضافة إلى شقة ثانية (قيمتها غير معروفة) وهي في منطقة سياحية في برادايس ايلاند تاورز كوندو في جزيرة تروزرز، وسبق لجونز أن اشتراها قبل وفاة زوجته الأولى. وتتحدث «غينسفيل صن» عن عقلية تيري جونز التي تعرفت إلى بعضها ممن سألتهم عنه من أعضاء كنيسة الحمامة فتقول إنها قريبة بعض الشيء من عقلية رعاة البقر الواضحة في أفلام الكاو بوي بالغرب الأمريكي في القرن التاسع عشر «فغالبا ما يرونه وفي خصره مسدس عيار 40 ملم ضخم وهو يتمشى في مشاع أرض الكنيسة البالغة مساحتها 20 فدانا تقريبا.