لم يكتف صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بالتقارير الميدانية عن اوضاع المعتمرين بمكةالمكرمة خلال شهر رمضان وخاصة في العشر الاواخر التي تشهد كثافة كبيرة من المعتمرين والزائرين والمصلين من الداخل وكل مكان بالعالم الاسلامي ، بل حرص على التواجد الميداني بين ضيوف الرحمن على مدار الساعة من اجل الاطمئنان بنفسه على تنظيم حركة الحشود البشرية ومنع الاختناقات المرورية اولا بأول . وقاد سموه غرفة عمليات مركزية عملت على تيسير حركة المعتمرين والمصلين للوصول الى المسجد الحرام للصلاة والتعبد في وقت قياسي وذلك على الرغم من الاعداد الكبيرة التي قدمت لاداء العمرة بمعدلات فاقت الاعوام السابقة وذلك نظرا لتزامن العمرة مع الاجازة الصيفية . وحظيت مشكلة الزحام بأولوية مطلقة لدى الامير خالد الفيصل الذي يؤمن بالحلول العاجلة والفعالة دون ترك الامور تتفاعل الى ما لا يحمد عقباه ، وكان من نتيجة هذا التدخل الحاسم بدء تطبيق خطة النقل الترددي للمعتمرين بعد صلاة التراويح يوميا بما يسهم في تفتيت الزحام بشكل سريع ، ولم يكتف الامير خالد بجولات مبرمجة بروتوكولية بل كان حريصا على الانخراط في اوساط المعتمرين يستمع الى مشاكلهم عن قرب ويوجه بالحلول النابعة من الميدان واذا كان من اللافت بشكل عام هذا الموسم الزحام الشديد في شهر رمضان فإن من الضرورى فتح كافة الملفات بعد الموسم مباشرة للوقوف على الايجابيات والبناء فوقها وتلافي السلبيات ان وجدت ، ولعل هذه المشكلة بحمد الله لم تكن بعيدة عن رؤية القيادة منذ سنوات اذ تم استشراف ملامح المشكلة مبكرا وهو ما ادى الى اعتماد الطريق الموازى لتسهيل حركة المعتمرين الى الحرام وتخفيف الزحام عن الطريق الرئيسي القائم حاليا ، كما يجرى في الوقت نفسه استكمال الطرق الدائرية حول مكةالمكرمة بما يسهم في تفتيت الكثافة في الحركة المرورية على كافة المحاور . لكن تبقى المشكلة الاهم وهى غياب التوازن في معدلات القدوم للعمرة طوال العام اذ تفضل الغالبية القدوم في شهر رمضان بالدرجة الاولى وهو ما يشكل ضغطا فوق العادة على مختلف الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن ، ولعل الامر يمكن معالجته بالتنسيق بين وزارة الحج وممثليات المملكة في الخارج لتحديد نسبة معينة لتأشيرات شهر رمضان وتقليص فترة السماح بالسفر لضمان وصول المعتمرين واداء المناسك والعودة الى بلدانهم قبل الزحام الشديد . واذا كانت الساحات الشمالية ساهمت في امتصاص الكثير من الزحام بالمسجد الحرام فان التوسعة الجديدة لخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز التى بدأ العمل بها ستكون الاكبر على مستوى التاريخ ، وقد جاءت لتكلل جهوده الدؤوبة في مشاريع التطوير بالمسجد الحرام ومن ابرزها توسعة الساحات والمسعى الذي بات يمثل اضافة رائعة على كافة المستويات لاستيعاب المعتمرين بدون زحام بفضل ادواره المتعددة .