رغم التحذيرات المستمرة والحملات التفتيشية من قبل الجهات المختصة على بيع الألعاب النارية (الطراطيع) إلا أن تجارها ومروجيها يضربون عُرض الحائط بتلك التحذيرات دون خوف من حسيب او رقيب، لتجدهم منتشرين في منطقة البلد في وسط مدينة جدة. وعند ميدان البيعة تجد مجموعة من الشباب يلوحون بأيديهم، حيث تجد من ينادي عليك ويستوقفك من دون خوف ماسكًا بإحدى يديه صاروخا، ويعرض عليك بضاعته من الألعاب النارية. بل تجد العديد منهم ينادون عليها جهارا وهم يضعون بضاعتهم داخل الشنط الخلفية لسياراتهم، التي تكتظ بأنواع وأشكال مختلفة منها لاستقطاب زبائن الطراطيع واستدراجهم لبيع تجارتهم الخطرة. ويشكل شهر رمضان الفضيل والأعياد موسما خصبا لهؤلاء الذين لا يراعون حرمة شهر ولا يقدرون خطرها على الاطفال لينطلق الباحث عن تلك الالعاب مع أحد الشباب إلى داخل منازل اشبه ما تكون بأوكار لهم يجلس بها احد التجار الذي يبيع تلك الطراطيع بعيدا عن عيون الجهات المختصة داخل حواري وازقة البلد كحارة المظلوم. “المدينة” تجولت داخل أوكار ودهاليز تجار الطراطيع لتجد كل أصناف وأشكال الالعاب النارية، حيث يدخلك أحد الشباب إلى منازل اعدت لتخزين البضاعة. لتجد في أحد الأزقة الضيقة عند مدخل حارة المظل وبعض الفتية الصغار يجلسون وسط الظلام وبايديهم كشافات مسلطة على صناديق صغيرة حوت عينات من الطراطيع لعرضها على الزبائن. حاولنا الحديث مع أحد التجار القانطين في تلك المنازل الاثرية، التي حولت إلى أوكار لتخزين الالعاب النارية بحجة شراء كميات كبيرة من اجل مناسبة في العيد.. حيث يقول ابو ماجد -وهذا لقبه الذي نطق به بعد تحفظ: أنا موزع وهناك تجار كبار هم الذين يجلبونها ويحددون سعرها. نحن نأخذها فقط ونوزعها هنا وأضاف “الله يسامح البلدية والشرطة ما خلونا نسترزق في موسمنا بعد كل فترة يطوقون المنطقة لتفتيشها مما يضطرنا لتغيير اماكننا من منزل لاخر”. وعن السر وراء اختيارهم البلد مقرا لهم، يقول: البلد منطقة كبيرة وبها منازل قديمة كثيرة ولضيق شوارعها نستطيع الهروب عند قدوم دورية او البلدية. وفي جهة اخرى حاولنا سؤال احد الباعة داخل محل صغير لبيع العصير عن باعة الطراطيع، فأجاب: هذه المنطقة يكثر بها الباعة، وخاصة داخل المناطق المظلمة.