لعل من أكبر وأجل نعم الله عز وجل على بلادنا العزيزة نعمة خدمة الحرمين الشريفين والسهر على راحة وأمن الحجيج والمعتمرين وقاصدي المسجد الحرام، وهي نعمة اختص الله عز وجل بها قيادتنا الرشيدة ومواطنينا الكرام، حيث ظل شعار خدمة الحجيج شرف ومسؤولية وأمانة كل فرد في هذا البلد المعطاء الذي يقدم خدماته لضيوف الرحمن ويسهر على راحتهم وأمنهم بلا مقابل إلا ما يقدم في الخدمات الفعلية في السكن والإعاشة والتنقلات. من هذا المنطلق يأتي مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا مياه زمزم الذي دشنه أمس الأول في هذا الشهر الفضيل مظهرًا آخر لما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات جليلة للحجاج والمعتمرين وكافة قاصدي هذه الديار المقدسة، إلى جانب كونه امتدادا لاهتمامه -حفظه الله- بالحرمين الشريفين وبقاصدي الحرم الشريف بما يعتبر إضافة مهمة ورائدة للمشاريع العملاقة التي أمر بها المليك المفدى التي يأتي على رأسها توسعة وتطوير المسعى الذي يجني الآن المعتمرون والحجاج الثمرات المباركة منه بسهولة أداء شعيرة السعي، وأمره – حفظه الله - بتنفيذ توسعة الساحة الشمالية للمسجد الحرام، ثم البدء بمشروع توسعة الملك عبد الله للمسجد الحرام التي ستكون توسعة فريدة في مساحتها وخدماتها، ومشروع توسعة وتظليل الساحات الشرقية في المسجد النبوي إتماما وتتويجًا لما بدأه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز – وتبعه أبناؤه من بعده الملك سعود، الملك فيصل، الملك خالد، والملك فهد يرحمهم الله. مشروع سقيا زمزم الذي بلغت تكلفته 700 مليون ريال ويهدف أولاً لضمان نقاوة ماء زمزم بأحدث الطرق العالمية، وثانياً لتعبئته وتوزيعه آلياً من شأنه أن يتيح توزيع مياه زمزم داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتطوير حاويات زمزم وتنظيفها وبما يقضي على السلبيات المصاحبة للتصميم السابق، وأهمها إمكانية تعرض مياه زمزم للتلوث أو إمكانية فتحها من غير ذوي الاختصاص، وهو ما يعتبر بمثابة هدية جديدة من لدن خادم الحرمين للمواطن والمقيم والحجاج والزوار والمعتمرين وعطاء جديد من عطاءات خادم الحرمين الشريفين التي تتوالى مع فجر كل يوم جديد والتي يعجز البيان عن ترجمتها شكرًا وامتنانًا وتقديرًا.