قال الضَمِير المُتَكَلِّم: جاءت الأخبار العريضة حاملة البُشرى بتأهل المنتخب السعودي لذوي القدرات الخاصة (الإعاقة الذهنية) للدور ربع النهائي في كأس العالم لهذه الفئة الغالية، والمقامة هذه الأيام في جنوب إفريقيا، وذلك بعد أن سحق منتخب فرنسا (أكرر فرنسا) ما غيرها التي عاصمتها (باريس) بثمانية أهداف، ثم اليابان، نعم اليابان بأربعة أهداف نظيفة طاهرة. الخبر سَارت به الركبان، والتهاني طارت بها الرسائل والمكالمات الهاتفية! ولقد سُرِرت، ونويت زيارة سوق الغنم، فالفوز يستاهل؛ لكن تذكرت أن أسعار الغنم فلكية، وقلت: يكفي دجاجة مشوية!! نعم فرحت.. فهذا إنجاز يُحسب للوطن حتى ولو كان عبر ذلك اللَسّتَك المنفوخ، (فالسعودي طِير حُرّ والكُرَة عنده حضارة) كما قال الشاعر، ورَدّد نبيل شِعيل، وقالت نفسي المطمئنة: ( ياسلام على الأقل انتقمنا من الأوروبيين، وردينا لهم هزيمتهم لمنتخبنا الأول بالثمانية من ألمانيا في كأس العالم قبل سنوات )!! المهم ما أطوّل عليكم في نشوة لحظات الانتصار أخذت الصحيفة أبحث عن مصافحة أسماء هؤلاء الأبطال، وما هي إلاّ ثوانٍ من مطالعة الأسماء حتى أُصِيبَت نفسي الأمّارة بالسوء بالذهول والهزيمة والانكسار! واسترجعت -عليها من الله ما تستحق- من ذاكرتها الخبيثة صورتين: الأولى للمنتخب السعودي للناشئين تحت سبع عشرة سنة الذي خطف كأس العالم عام 1989م، ويومها كان كابتنه طالبًا في المراحل النهائية للجامعة، وحارسه متزوج وعنده طفل، وقلب دفاعه شنبه يملأ شاشة التلفزيون!! وأمّا الصورة الثانية: فكانت لمنتخبنا العسكري الذي كان كابتنه العريف (صالح النعيمة، وقلب هجومه العريف الكابتن الهداف ماجد عبدالله)!! وفي هذه الأثناء تدخلت نفسي اللوامة سائلة الأمّارة: لماذا هذه الذكريات؟ ذلك منذ سنوات، نحن أبناء اليوم، وهذا نصر كبير؟ فأجابتها: يا أختاه.. لاعبو منتخبنا لذوي القدرات الخاصة (الإعاقة الذهنية) بعضهم يلعب الآن في دوري زين السعودي للمحترفين، وبعضهم كان لاعبًا فيه؛ فكيف غاب عني أن اسمه الحقيقي (دوري زين السعودي للمحترفين من ذوي القدرات الذهنية الخاصة)!! يا لوامة.. فهمتِ وإلاّ أعيد وأزيد، وأجيب العِيد!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة.