تقرر تدشين محطة تعقيم وتعبئة وتوزيع مياه زمزم بمكةالمكرمة، التي تعد أكبر محطة مياه على مستوى الشرق الأوسط بحي كدى، بتكلفة قدرها 700 مليون ريال خلال الايام القليلة المقبلة. وبإنشاء المحطة “مشروع الملك عبد العزيز لسقيا زمزم ” سيتم الاستغناء عن مواقع تعبئة ماء زمزم الحالية الواقعة في حي كدى وبمدخل شعب علي والقضاء على المعاناة التي كان يتكبدها الناس من جراء الازدحام على المواقع المخصصة للتعبئة وكذلك الباعة الجائلون لماء زمزم المنتشرون على الطرق بمخارج ومداخل مكةالمكرمة بصورة عشوائية. وأكد مصدر مسؤول في وزارة المياه ل “المدينة” أن الطاقة الاستيعابية للمحطة تبلغ خمسة آلاف متر مكعب من مياه زمزم ترد للمحطة من البئر مباشرة من موقعها داخل الحرم المكي الشريف عبر أنابيب مخصصة لذلك تتوفر بها الاشتراطات الصحية كافة، وتستطيع المحطة أن تنتج ما مقداره 200 الف عبوة بلاستيكية من ماء زمزم في اليوم الواحد سعة العبوة عشرة لترات وتستعمل العبوة لمرة واحدة فقط، ومن ثم يتم إتلافها داخل المحطة عند حضور صاحب الطلب بغرض التعبئة للمرة الثانية وستقوم المحطة بتزويد الحرم المكي الشريف بالمياه في عبوات بدلًا مما هو حاصل الآن. وأضاف انه تم جلب معدات المحطة من أفضل ما توصلت إليه علوم التكنولوجيا الحديثة من ألمانيا، كما يضم المشروع خزان مياه زمزم، الذى ترد إليه المياه من البئر مباشرة، مشيرا إلى أن المحطة مقامة على مساحة من الأرض تقدر بأكثر من 80 ألف متر مربع، وقد شيدت عليها عدة مرافق على الطراز الإسلامي الحديث للعمارة الإسلامية، وتشمل هذه المنشآت مبنى المحطة والمرافق التابعة له كالمكاتب الإدارية ودورات المياه ومواقف للسيارات وساحات وأرصفة وبوابات، إضافة إلى مستودع. وأشار إلى أن المشروع استغرق تنفيذه 3 سنوات تقريبا بإشراف مباشر من وزير المياه والكهرباء. وعلمت “المدينة” أنه تم إنشاء مستودع كبير بجوار المحطة لتخزين عبوات ماء زمزم وفق اشتراطات صحية عالية المستوى للحفاظ على جودة المياه وعدم تأثرها بالعوامل المختلفة أثناء التخزين في المستودع من المحطة عن طريق سير كهربائي، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المستودع أكثر من مليون عبوة وسيكون العمل في المحطة على مدار الساعة. ووفقًا للاستشاري الدكتور يحيى حمزة كوشك المدير العام لمصلحة المياه والمجاري بالمنطقة الغربية (سابقًا) فإن هناك 3 مصادر لمياه زمزم منها مصدر رئيسي هو عبارة عن فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه الركن المواجه لحجر إسماعيل عليه السلام ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، أما المصدر الثاني فهو عبارة عن فتحة كبيرة بطول 70 سم ومصادر فرعية أخرى وهي نحو 26 فتحة صغيرة بين أحجار البناء يتدفق منها الماء بكميات متفاوتة. ويعد كوشك أبرز من وثقوا لبئر زمزم، حيث أصدر كتبًا في هذا المجال في أعقاب صدور التوجيهات الملكية السامية في عام 1400ه للقيام بتنظيف بئر زمزم وقد استطاع التقاط صورة نادرة لبئر زمزم من الداخل خاصة مصادر الماء الرئيسية للبئر.