تصريحات الحاخام الإسرائيلي عوفيديا يوسف، الزعيم الروحي لحركة «شاس» أمس الأول التي تمنى فيها الهلاك للرئيس محمود عباس وللشعب الفلسطيني الذي وصفه ب “الشرير” بقوله أتمنى أن يختفوا من هذه الأرض ، ليست الأولى من نوعها ، فقد دأب هذا الحاخام الحاقد على الفلسطينيين والعرب على إصدار مثل هذه التصريحات العنصرية في دروسه الدينية التي يلقيها أيام السبت ، مثل تصريحه في مايو عام 2000 بالقول إن العرب صراصير يجب إبادتهم جميعًا، ووصفهم بأنهم أسوأ من الأفاعي.الملفت في تلك التصريحات أنها جاءت بعد بضعة أيام من نشر حاخام يهودي من مستوطنة «يتسهار» جنوب مدينة نابلس، ويدعى «إيلي تسور» كتاباً أجاز فيه قتل (العدو الفلسطيني) وخاصة الأطفال منهم «كي لا يتربوا على كره إسرائيل» على حد تعبيره .ولعل البعض يذكر ما كان يردده رئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحق رابين الذي كان يحلم كل مساء أن يستيقظ ليجد غزة وقد ابتلعها البحر. فهذه التصريحات التي تنضح بالعنصرية والحقد مسموح بها فقط للقادة الإسرائيليين السياسيين والدينيين ، فيما لا يزال أولئك القادة يستدرون عطف العالم ويستعدونه ضد العرب لقول أحد السياسيين العرب ذات مرة بأنه سيرمي بإسرائيل في البحر!. ما يلفت النظر في هكذا تصريحات إسرائيلية ليس فقط طابعها العنصري الفج ، وإنما صدورها قبل بضعة أيام من تدشين المفاوضات المباشرة المقررة الأربعاء المقبل في واشنطن ، وبما يعكس جانبًا كبيرًا من نوايا إسرائيل إزاء تلك المفاوضات لا سيما وأن حزب شاس الذي ينتمي إليه عوفيديا هو جزء من الإئتلاف الحكومي ، وهو ما يعني أن استباق المفاوضات بهكذا تصريح يعتبر محاولة تحريض عنصرية تعكس موقف اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل من العملية السلمية التي يعمل عوفيديا وأمثاله على إفشالها بأي ثمن . لنا أن نتساءل: لو كانت هذه التصريحات صدرت عن شخصية سياسية أو دينية فلسطينية أو عربية ، هل كانت ردود الفعل الأمريكية والأوروبية لتقتصر على مجرد المرور على تلك التصريحات مرور الكرام أم أن ردود الفعل ستكون من الحدة بحيث تصل إلى حد المطالبة بمحاكمة الشخص الذي أدلى بهذه التصريحات أمام محكمة الجنايات الدولية ؟ .