تفاعلت ازمة تأخر انهاء تنفيذ مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بحي السامر 3 ( التوفيق سابقا ) بعد انسحاب المقاول من الموقع تاركا الحي واهله يغوصون في العديد من الاشكاليات أبرزها وجود الكثير من التشققات في الطرق الرئيسية التي تم تنفيذها لتمديد انابيب التصريف ومن ثم تركها المقاول دون اعادة سفلتتها منذ اكثر من ستة اشهر، اضافة الى ظهور كميات كبيرة من المياه الجوفية في اماكن لا تبعد عن الخط الرئيسي للشبكة سوى امتار قليلة ما اثار الشكوك حول جدوى المشروع وامكانية نجاحه في القضاء كليا على مشكلة المياه الجوفية التي يعاني منها الحي. وحمل عضو بارز في المجلس البلدي بجدة أمانة المحافظة والمقاول مسؤولية الصدام الذي حدث بين المواطنين والجهات التنفيذية في الحي. وعود لم تنفذ وتحدث ل "المدينة" محمد الغامدي امام وخطيب مسجد السعداء بالحي قائلا: امانة جدة أكدت على لسان وكيلها السابق المهندس ابراهيم كتب خانة الذي زار الموقع برفقة مسؤولي الشركة المنفذة في شهر محرم الماضي، بأن المشروع سينتهي بالكامل خلال شهر على اكثر تقدير، وأعقب ذلك زيارة امين محافظة جدة السابق المهندس عادل فقيه الذي اكد للاهالي انتهاء المشروع قريبا والبدء فورا في سفلتتة الشوارع ورصفها واعادتها افضل مما كانت عليه سابقا ، لكن للاسف لم نر شيئا من ذلك حتى الان سوى بضعة عمال يجوبون شوارع الحي دون انجاز على الارض. شكوك حول جدوى المشروع ويشير عبدالله الكناني الى ان المشروع اقتصر على الطرق الرئيسة للحي بينما ظهرت المياه مجددا في اماكن اخرى وبكميات كبيرة تنذر بفشل المشروع وتدعو الى التشكيك في جدواه ، وطالب الامانة بالوقوف على المشروع والزام المقاول الجديد بضمان تنفيذه بشكل كامل واعادة سفلتة وورصف الطرقات التي تم شقها لتمديد الانابيب واعادة تأهيلها بالشكل اللائق. أخضر: وعود زائفة وتهاون من جانبه حمل بسام بن جميل أخضر عضو المجلس البلدي بجدة الأمانة والمقاول المنفذ للمشروع مسؤولية الصدام الذي حدث بين المواطنين والجهات التنفيذية في حي السامر، مؤكدا أن تأخر إنجاز المشروعات وتعثر العمل ساهم في تعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم، وقد يؤدي إلى الكثير من الأزمات والكوارث في المستقبل. وقال: مشكلة حي السامر (3) ليست وليدة اليوم، لكنها تمثل معاناة كبيرة للمواطنين منذ فترة طويلة، ومن جانبنا في المجلس البلدي فقد بذلنا جهوداً مضنية في حدود اختصاصاتنا لإنهاء المشكلة، حيث قمنا في نهاية العام الماضي بزيارة ميدانية واستمعنا إلى الناس عن قرب وشاهدنا بأنفسنا المياه الجوفية الراكدة والمنتشرة في طرقات الحي والتي أدت إلى نزوح عدد من الأهالي إلى مواقع سكنية أخرى هربا من المياه التي تحاصر منازلهم وتهددهم بالأمراض والتلوث. وأضاف: وفي شهر محرم الماضي عقدنا اجتماعاً في قاعة المجلس البلدي مع وكيل أمين جدة للتعمير السابق المهندس إبراهيم كتبخانة بحضور سكان الحي، ووعد المقاول وقتها الذي حضر الاجتماع بتسليم المشروع خلال شهر واحد فقط، وحتى الآن ورغم مرور ما يقارب 9 شهور لم يتغير شيء، ولم ينته العمل حتى الآن. واستغرب أخضر تبخر وعود المقاول ومرور كل هذه الفترة دون الانتهاء من المشروع الذي يؤرق الحي بأكمله، وقال: للأسف الشديد اعتدنا خلال السنوات الماضية على سماع مثل هذه الوعود (الزائفة) والتي لا يقابلها حزم وصرامة من أمانة جدة، والأغرب أن هذه النوعية من المقاولين هم أنفسهم الذين يتسلمون المشاريع عند طرحها بداعي أنهم الأقل سعراً وهذه كارثة أخرى لأننا أصبحنا في جدة نبحث عن التكلفة الأقل قبل الجودة.. رغم السخاء الشديد الذي تجود به حكومتنا الرشيدة والميزانيات الكبيرة التي ترصد للمشاريع. وتوقع عضو المجلس البلدي المنتخب عن منطقة شرق جدة المزيد من المشاكل البيئية والصحية في حي السامر في حال استمرار التسويف والتعطيل من قبل المقاول مع تهاون الأمانة، وشدد على ضرورة الانتهاء بأسرع وقت من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية، خصوصاً وأن المشكلة بدأت تنتشر إلى العديد من أحياء جدة. --- الأمانة لا تجيب «المدينة» قامت بعدة اتصالات على هاتف المتحدث باسم امانة محافظة جدة احمد الغامدي على مدار الايام الثلاثة الماضية لاستيضاح رأيها حول الموضوع، إلا أنه تعذر الوصول اليه لعدم رده على هاتفه رغم اتصالاتنا المتكررة به.