برنامج ( كلانا ) مشروع ناجح وجبار يسعى لزرع الكلى لمن هو محتاج لها، ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى مناقشة قضية مرضى الفشل الكلوي ودور جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي في تبنّي مشروع العلاج والرعاية للمرضى، خصوصا بعد الهوية الجديدة للجمعية التي أطلقت مؤخراً متزامنة مع حملة واسعة للرقم 5060 الذي يتيح لكل فرد المشاركة في هذا المشروع الخيري عبر الرسائل النصيّة بكل يسر وسهولة. وقد فصل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف العام على جمعية «كلانا» لرعاية مرضى الفشل الكلوي خلال ظهوره ضيفاً في إحدى حلقات برنامج ( 99) وكانت تلك الحلقة تشرح آلية العمل الخيري المنظم والنموذجي وتوضح للناس ما يعانيه إخوانهم المصابون بمرض الفشل الكلوي، وشارك في الحلقة الدكتور عبدالله الدغيثر مدير عام جمعية «كلانا». وحينما أكتب عن هذه الحملة المنظمة الجميلة فأنا لا أعترض عليها بل أؤيدها تماما من منطلق أن المجتمع متعاضد كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر حتى يشفى , بل وأشيد بالقائمين على تلك الحملة كل في موقعه , لكن حديثي اليوم واعتراضي هو على بعض المشاهد التليفزيونية المصاحبة لتلك الحملة الرائدة والتي تعرض في أوقات متفرقة على القناة السعودية الأولى وقناة ( أم بي سي ) والتي تحث على إرسال الرسائل النصية عبر الجوال لدعم الحملة، وذلك من خلال طفل يتغافل والده المنشغل في بعض أموره الحياتية ويخطف جواله دون أن يعلم أو يحس به ويعمد إلى إرسال رسالة نصية تدعم التبرع لمرضى الفشل الكلوي، ثم يعيد الجوال إلى مكانه دون أن يعلم والده بما قام به، ثم يذهب إلى والدته المنشغلة أيضا بأمر آخر ويتغافلها ثم يقوم بخطف جوالها أيضا وينزوي في مكان لا تراه ثم يرسل رسالة نصية إلى البرنامج للحث على التبرع ويعيد الجوال إلى مكانه دون أن تعلم به والدته، ثم يأتي نفس الطفل في مشهد آخر ووالده منشغل مع زملائه في جلستهم ويبدأ بأخذ جوالات زملاء والده واحدًا تلو الآخر ويرسل منها رسائل إلى البرنامج ويعيدها إلى أماكنها دون أن يعلموا شيئا عن ما قام به، ويتكرر المشهد مع إخوته وأخواته وبنفس الطريقة، بل إن والده ووالدته وزملاء والده، وإخوانه وأخواته إذا علموا فيما بعد عمّا قام به لا يثنون على تبرعه ويؤكدون له أن ما قام به هو أسلوب خاطئ يحث على السرقة والاختلاس، مما يجعل هذا الأمر مستساغا بالنسبة له ومن يشاهده من الجمهور وخصوصا صغار السن، ولذلك أتمنى أن يتم تلافي ذلك من قبل القائمين على حملة ( كلانا ) للتبرع لكي لا تكون مثل هذه السلوكيات شبه مقبولة، كما قد تضعف الاهتمام بالحملة خصوصا وأنها تخدم شريحة كبيرة من المجتمع وهم بأمس الحاجة للتبرع لهم ومن أجل زراعة أكبر قدر ممكن من الكلى، و لما فيه من عدم احترام الكبير لو استمرت بهذا الأسلوب الذي قد يؤثر على تربية الأبناء والبنات، بل ويجعلهم منذ الصغر متمسكين بآداب وأخلاقيات غير مقبولة نهائيا، كما أن الدين الحنيف ينهى عنها في نص الكتاب والسنة . أسعد الله أوقاتكم