هل أنت زوجة كاتب أديب ؟ دعك من رجل يخربش فوق الورقة ثم يوقظك في الهزيع الأخير من الليل ليتلو عليك حماقاته (وياويلاه لو طرفت لك عين ). أقول لك أدباء..يعني أولئك الذين يختنق وجدانهم أكثر من أرفف المكتبات بنتاجهم...ففي كتاب صدر مؤخرا عن دار نشر ألمانية تناولت فصوله هذه القضية بالغة الأهمية تحت عنوان “ماذا يعني أن تكوني زوجة أديب” هذا يعني - و الكلام للمؤلف طبعا – أن تراعي اضطرابات ما قبل الكتابة و قلق عصيان الفكرة ووجع مخاضها..فالزوج الأديب كما يقول المؤلف يحتاج إلى طقوس خاصة أثناء مرحلة الكتابة حيث أي خلل سينعكس على مستوى نتاجه الأدبي سلبا وسيحتاج إلى ملهم ليعزز الهامه طوال فترات الإبحار نحو المجهول. فمثلا حين يكون شارد الذهن فليس معناه انه يفكر بمعشوقة أخرى (والعياذ بالله)، وحين يكتفي بقدر قليل من طبخاتك اللذيذة فليس مرده انه لم يعد طعامك أقصر الطرق الى قلبه . وحين.. وحين..لا تدعي الأفكار السوداء تأخذك بعيدا..فأنت زوجة كاتب و عليك أن ترتقي إلى حجم المسؤولية و تدركي تماما متى تحين اللحظة التاريخية التي يعلن فيها القلم عن وقت الإبحار فوق الورق و هنا – و تلك نصيحتي و ليست نصيحة المؤلف – إذا أردت إبداعا خالصا من شريك حياتك اغربي عن وجهه ولا تحاولي أن تقومي بدور الملهم خصوصا إن كان قد مضى على زواجكما أكثر من خمس سنوات ،وتأكدي لو أنه استطاع السفر بعيدا عنك لفعلها ، فالبعد عنك وقتها سيكون غنيمة وأي غنيمة ، وبالمنطق سأقول أن ما يلزم المبدع ليس بيتا ساكنا وفنجانا من القهوة يطل عليه مع ابتسامه شبع تفاصيل زهوها من دهور، المبدع يحتاج إلى زخم من الحوافز والدخول الى عوالم الغموض لتتسنى له المعرفة الفطرية التي لم يأخذ أخبارها مما قرأ ومما قيل، بل ما عرفه ولمسه لمس اليقين ، لذلك دعيه يا سيدتي مع معشوقته التي لا يمل من منادمتها والإبحار لها حتى ولو تطلب منه الرحيل وضعي بذهنك أنه قد لا يرجع من إحدى هذه الرحلات كما فعل جميع المبدعين على الأرض وهنا سيبرز دورك كمساندة ومضحية ليقولوا قولهم المأثور فيك – خلف كل رجل عظيم امرأة ،ألا يعجبك هذا المسمى ! على الهامش: قبل أن يضنيكم البحث سادتي فإني أخبركم أنه لم يعد يوجد كتاَب من هذا النوع (إلا ما ندر ) والفكرة دفعتني إليها لقاءات تلفزيونية مع بعض زوجات أدباء عرب يتحدثون بإسهاب و إطناب عن الغرائبية في سلوك أزواجهم أثناء إبداعاتهم.. وأهم من ذلك كان أهمية دورهن المقدس كزوجات يقمن به حيال نجاح أزواجهن ومراعاتهن لتلك الشفافية لمن يزاول مهنة الحرف هذه، مما يجعلك تتساءل بينك وبين نفسك هل ما يقدمونه من فناجين القهوة والاهتمام بالصمت المحيط كافيا على إخراج هذا الإبداع من الشريك وإن كان كذلك.....متى سنحصل على هذا الإبداع يا ترى ؟ ، أم أن الكاتب المبدع آثر المكوث خلف مكتبه منتظرا فنجان القهوة من يد ما نعدمها على خلفية من خاف سلم ! وكل فنجان قهوة وأنتم بخير! [email protected]