الحارة المحصورة كن فعّالاً في حيك هو شعار فعاليات (الحارة المحصورة) الرمضاني بأملج، وسميت هذه الحارة بهذا الاسم لأنها كانت في السابق لا يوجد لها سوى منفذ واحد يستخدم للدخول والخروج، أمّا اليوم فيوجد لها ثلاثة منافذ، وأصبحت جزءًا من حي التحلية لكنّ أبناءها ما زالوا يعتزون باسمها القديم (الحارة المحصورة). (الحارة المحصورة) خرجت عن عزلتها (الاسمية)، وسنّت في شهر رمضان المبارك لهذا العام سنّة حسنة يجدر على باقي أحياء المحافظة الاقتداء بها، حيث قام أبناء الحي بتكوين لجنة جعلت من شعار (كن فعّالاً في حيّك) هدفًا ومحفزًا لشحذ همم هؤلاء الشباب الذي حرصوا على ترسيخ مفهوم العمل التطوعي الاجتماعي، وهذا ما جعل فعاليات الحارة المحصورة مميّزة، حيث تم المزج بين البرامج الدعوية الروحانية، والبرامج الترفيهية، والبرامج الرياضية في إطار واحد، كذلك حرص القائمون على هذه الفعاليات على استهداف جميع فئات المجتمع بمختلف الأعمار وما مساهمتهم في رسم البسمة على شفاه تلك الفئة الغالية على قلوبنا جميعًا من ذوي الاحتياجات الخاصة إلاّ أكبر دليل على سمو الهدف ونبله، عندما شاهدت الفرح في عيون تلك الفئة الغالية أدركت أننا مقصرون في حقهم، بل مقصرون أكثر من الكثير، فعندما تجد فعالية يكون ذوو الاحتياجات الخاصة أحد أركانها يعتبر نجاحًا وحدثًا كبيرًا، حيث من النادر جدًا أن تُخصص برامج لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن فعاليات مهرجاناتنا المختلفة التي تقام هنا وهناك على مدار العام. هذه الفعاليات الرمضانية جعلت من أبناء الحي يشعرون أن مكان الفعاليات بيتهم الكبير الذي يلتقون فيه، كما أن (الحارة المحصورة) أصبحت وجهة لكثير من سكان الأحياء الأخرى، وهذا أكبر دليل على نجاح وتميّز هذا الملتقى الرمضاني الجميل، والذي بدأت فعالياته مع أول أيام هذا الشهر المبارك، حيث تبدأ برامج الملتقى بعد صلاة التراويح بكلمة روحانية لأحد الدعاة، ثم تقام مباريات في كرة القدم، وكرة الطائرة، وذلك ضمن الدورة الرمضانية المجدولة ضمن الفعاليات، ومن ثم تقام العديد من المسابقات الثقافية والبرامج الترفيهية التي يشارك فيها الجميع دون استثناء ابتداءً من الأطفال، وانتهاءً بكبار السن، وذلك وسط تنافس كبير لكسب ما أُعد لهذه المسابقات من جوائز قيّمة حيث تختتم الفعاليات عند الساعة الواحدة صباحًا، هذه الفعاليات قرّبت سكان الحي من بعضهم، ومدّت جسورًا للتواصل مع سكان الأحياء الأخرى، وعندما يشارك الآباء أبناءهم في الفعاليات، ويجتمعون في مكان واحد خارج المنزل، وتجد الجيران يفعلون هذا كلهم، فهو بلا أدنى شك مكسب كبير على جميع المستويات الدينية والاجتماعية والأمنية. نايف جابر البرقاني - أملج --------------------------
طمس الهوية باقنعة التجديد هل لزامًا على المجتمع المحافظ أن يعلن الانقلاب على قيمه وعاداته وتقاليده حتى يفقد هويته تحت ذريعة «التجديد» من أجل أن يكون مهيأ لقبول كل ما هو تقليد مستورد لا يصلح له؟ لماذا نمتدح اليابانيين والصينين على أنهم تجاوزوا ما أصابهم من «بلاوي» الحروب والتدمير، وبلغوا الحضارة والتمدن ونافسوا الحضارة الأوروبية ومع ما حققوه من انتصار على معاناة الحروب ظلوا متشبثين بعاداتهم وتقاليدهم حتى في طريقة اللباس، فمازالوا يرتدون «الزي المعروف بالكيمنو» وطريقة تناولهم الأكل ما زالوا يستخدمون «الأعواد، وها هم الآن يمثلون مصدر رعب للاقتصاد الغربي بينما لدينا ظهر من بني جلدتنا من يدعو للانتكاس على العادات والتقاليد حتى الزي السعودي لم يسلم من التشويه تحت مبرر التطوير فخرج عن صورته المألوفة، وأصبح غريبًا بما دخل عليه من خطوط للموضة شوّهته! حتى أننا أصبحنا نشاهد رجالاً قد تخطوا الستين، وهم يرتدون ما يُسمّى بالثوب السعودي المليء بالزخارف في الصدر، وأطراف اليدين، وعلى جوانب اليدين حتى كأنه أشبه ما يكون بفستان رجالي!! وهل يوجد فستان رجالي عندنا؟! ثوب لا يليق لكل الأعمار، بينما الثوب السعودي التقليدي يصلح لكل الأعمار، ورغم شكله المعتاد إلاّ أنه يمثل الاعتزاز بالهوية للزي السعودي، ليس من التجديد أو التطوير أن يدعو أحدنا للانقلاب على تقاليد المجتمع من أجل أن نحقق التقدم، وكأن التحضر والتنوير لن يتحققا لنا إلاّ إذا تنازلنا عن كل ما من شأنه أن يحفظ لنا أصالتنا وهويتنا؛ لذلك لا تستغربوا على أولادنا إذا ما انبهروا بالتقاليد الغربية، وهم يرون من يدعونهم للانقلاب على هويتهم ولو بطريقة غير مباشرة، يجب أن تسعى مؤسسات التربية وفي مقدمتها المدرسة إلى غرس الاعتزاز بالقيم وتنمية الانتماء للهوية الإسلامية والعربية عند الطلاب من أبناء المجتمع، حتى لا يأتي يوم نبكي فيه على أشكال وسلوك أبنائنا بعد أن نكون قد أسهمنا في ضياعهم، ولات حين مندم. محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط Faya11@maktoob.com
--------------------------
وفي السماء رزقكم وما توعدون هذه كلمات ووقفات هادفة، ورسالة لكل عاطل ! الى من يشعر بالإحباط واليأس، وقلة الحيلة في البحث عن فرصة عمل، الى كل مكلوم نسي وتناسى أن أبواب السماء والرجاء لازالت مفتوحة في هذا الشهر الفضيل، لعلنا نحيي روح الأمل والطموح، ونبثه في النفوس الكئيبة، ليتحول الألم الى أمل، والوهم الى سعادة، والسراب الى حقيقة، والعجز الى سمو وتحوّل للأفضل، من هذه الوقفات الجميلة التي تنبت أريج الزهر الكامن في القلب، لتعود الأوراق المتساقطة الى أغصانها، تبتهج بألحان السماء ودعوات المستغفرين، فمثلا النمل لايستسلم ولا ينسحب ابداً إذا احتجز في مكان معين أو حاولت إيقافه، فإنه يبحث عن طريق آخر، سيحاول التسلق والمرور من أسفل أو من الجوانب، ومع ذلك يستمر ولا ييأس، ومن هنا نستدل أن النجاح ليس كل شيء، وإنما الرغبة في النجاح هي كل شيء، فأنت أخي الشاب لا تغلق مفاتيح الأمل في عينيك طلباً للرزق بعد توفيق الخالق سبحانه، لذلك من المهم أن تكون واقعياً وايجابياً، كما هو الحال لا تبن بيتك على الرمال في الصيف، يجب أن تفكر في العواصف التي ستأتيك في الشتاء، لذلك لا تنس الأرض الصخرية بينما أنت تعيش مستمتعاً بالشمس والرمال، أحيانا نجد أن أبواب الأرض قد أغلقت، فكم من نداء عصفت به الرياح في مهب النسيان، وكم هي من طموحات ونجاحات تلاشت وأهدرت وأصبحت تحت سقف النكران بعدما أضحت آمالنا وأحلامنا تعانق السراب، وتبقت آثارها مطبوعة على ضفاف أوراقنا ومدفونة بين ركام السنين. إذاً لنتذكر هذه الآية الكريمة التي تقول: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) الآية... فما أجمل هذه الكلمات عندما نستشعر عظمتها، ونحس بمعانيها، ونغوص في أعماقها، ونبحر في مدلولاتها، فأبواب السماء مفتوحة لكل مكلوم، تنتظر دعوة حتى ترجع كالغيث المنير، فلا يكفي أن تخلق مفهوم جديد بالاتكال والكسل كقولك: «سلمت أمري لله»، بل يجب عليك أن تسعى قدماً بخطى حثيثة في البحث والتريث، لعل الله يحدث أمراً كان مفعولا. فيصل سعيد العروي-المدينة المنورة