تواصل مسلسل انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء محافظة رنية وقراها لليوم الرابع على التوالي، وشهد بعض المراكز والقرى خروجًا عن الخدمة لثماني ساعات متصلة تقريبا بما فيها وقت الظهيرة، مما زاد من غضب المشتركين الذين تجمهروا للمرة الثانية أمام مقر محطة توليد كهرباء رنية. وأكد عدد من المتجمعين ل “المدينة” أنهم مازالوا يعانون من انقطاعات متواترة في التيار الكهربائي، مما يضطرهم إلى مغادرة بيوتهم والاتجاه لمقر المحطة لعدم تحملهم هذه الانقطاعات المستمرة، التي دمرت الأجهزة الكهربائية وحولت المنازل إلى أفران شديدة الحرارة. وشددوا على ضرورة تعويضهم عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم جراء هذه الانقطاعات، وافتتاح فرع خاص بالتوليد في رنية بدلا من الاعتماد على جدة، التي تبعد عنها بما يقارب 600كم. وطالب المتحدثون “الكهرباء” بحل هذه المشكلة التي عاشتها المحافظة هذا الأسبوع لأول مرة منذ 40 عاما، مشيرين إلى أنها أصبحت تشكل هاجسا مقلقا للمشتركين. إلى ذلك رفع محافظ رنية عبدالله بن محمد العثيمين برقية لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة لإطلاع سموه على معاناة المواطنين في المحافظة من تكرار الانقطاعات طوال هذا الأسبوع بعد استبدال المقاول السابق بمقاول جديد أقل إمكانيات، واستعدادا للتعامل مع الأحمال المتزايدة التي تتعرض لها الشبكة الكهربائية خلال الفترة الحالية. خسائر كبيرة وقال ناصر السبيعي: إن منازل المحافظة تحولت إلى أفران خلال ساعات النهار نتيجة خلل فني في محطة التوليد وعطل بعض الوحدات، وقد تكرر هذا الخلل لليوم الرابع على التوالي، مما أثر على الحركة التجارية وتسبب في خسائر كبيرة لتجار المواد الغذائية؛ حيث تضررت أجهزة التبريد والثلاجات ومحطات الوقود وغيرها. واستغرب السبيعي انقطاع التيار الكهربائي قبيل أذان الظهر بساعة يوميا واستمراره حتى قبيل أذان العصر وفي هذا التوقيت بالذات، مضيفا أن الانقطاعات المتكررة ألحقت خسائر فادحة بالمشتركين، حيث تعفنت المحفوظات في أجهزة التبريد داخل المنازل وأصبحت غير صالحة. وأضاف: أن الخسائر شملت تعطل وتلف المكيفات والثلاجات وغيرها من الأجهزة الكهربائية، التي أصبحت غير صالحة للاستخدام بتاتا، فقد حدث ماس في كيبل مكيف المنزل بسبب ضعف التيار وكادت النيران تشتعل فيه وتنتقل للمنزل لولا تدخلي في الوقت المناسب والسيطرة على الوضع. وأوضح أنه ناقش المشكلة مع المهندسين الذين يحاولون إيجاد حلول لهذه الانقطاعات وأفادوه بأن المشكلة قد تستمر فترة حتى يخف الضغط وزيادة الأحمال على الشبكة، وذلك لضعف إمكانات المقاول الجديد المشرف على كهرباء رنية حاليا. وتمنى السبيعي البحث عن مقاول آخر بدلا من المقاول الحالي ضعيف الإمكانات وإيجاد وحدة لتوليد الكهرباء في محطة رنية بدلا من انتداب مسؤولين من جدة إلى المحافظة عند حدوث مشكلة أو انقطاع في التيار.وذكر مبارك مترك السبيعي من سكان قرية الصدر في محافظة رنية أن انقطاعات التيار في قريتهم مستمرة ولم تنته طوال الأيام الماضية، وقال إن التيار الكهربائي يكون في أحسن حالاته بأحياء المحافظة في بعض الأوقات، لكنه في القرى مقطوع عن المشتركين بسبب توزيع التيار بشكل عشوائي -حسب رأيه- واستغرب الانقطاعات المستمرة في مراكز وقرى المحافظة، بينما في أحياء البلد لا ينقطع التيار إلا ساعات معدودة. وأضاف: أن الكثير من المشتركين في القرية اضطروا للذهاب إلى ذويهم في أحياء المحافظة لتعطل التيار في منازلهم التي أصبحت خالية وموحشة، بسبب الظلام الذي يغطي أنحاء القرية، لافتا إلى أن هذه المعاناة لم تحدث منذ 40 عاما تقريبا. وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى تعطل عدد من أجهزة التكييف في منزله، خصوصا عندما يكون للحظات ثم يعود بسرعة، حيث تتأثر المكيفات بهذا التيار المتذبذب، وهو ما عرض الكثير من المواطنين إلى خسائر مادية فادحة. استبدال المقاول الحالي وأبدى محمد السبيعي من سكان حي امتداد المخطط الشمالي استغرابه من تكرار مسلسل الانقطاعات خلال هذا الأسبوع وبخاصة في فصل الصيف الحالي، الذي يشهد موجة حرارة شديدة هذا العام، الأمر الذي يؤكد ضرورة قيام الشركة بأخذ الاحتياطات اللازمة وتوفير القدر الكافي من الكهرباء في هذه الأوقات. وطالب السبيعي بوحدات توليد في محطة كهرباء رنية واستبدال المقاول الحالي بآخر يكون ذا إمكانات وقدرة على التعامل مع مثل هذه الأوضاع. وقال كل من مفرح السبيعي وسحم السبيعي من أحياء مركز خدان، غصن السبيعي من قرية الدارالبيضاء، وداغان السبيعي من قرية العثيثي في محافظة رنية إنهم عاشوا خلال الأيام الماضية انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، واضطروا في بعض الأيام إلى الإفطار متأخرين لعدم سماع الأذان وأنهم أفطروا على الشموع وأنوار السيارات في الأحواش خارج منازلهم التي تحولت إلى أفران شديدة الحرارة بسبب الأجواء التي تعيشها المحافظة حاليا. وطالبوا كهرباء المنطقة الغربية بالنظر في هذه الانقطاعات المتكررة التي تحدث لأول مرة هذا الأسبوع وبشكل مستمر دون أي بارقة أمل لحلها. أصحاب المحلات يشتكون وأبدى عدد من أصحاب المحلات التجارية والمطابخ المطاعم استياءهم الشديد من هذه الانقطاعات المتكررة، التي تؤثر بشكل كبير على عملهم وتسبب لهم خسائر مادية نتيجة تعطل أجهزة التكييف والتبريد، كما تذمر الكثير من قائدي السيارات خصوصا عند تعبئة الوقود، حيث يفاجأون بعدم توافره بسبب توقف المحطة التي تعمل بالكهرباء عن العمل. مطالبات بالتعويض وحمل الجميع المسؤولين عن محطة التوليد في جدة مسؤولية الخلل الذي حدث لمحطة رنية بعد ترسيتها على مقاول جديد غير متمكن من العمل وغير قادر على تحمل مسؤولية محافظة كبيرة مثل رنية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ثمانين ألف نسمة في أكثر من100 قرية وهجرة، حيث قام المقاول السابق بسحب مولداته، مما زاد العبء على المولدات الحالية واحتراق بعضها، وطالبوا بفتح فرع خاص بالتوليد في رنية، وذلك لبعد جدة عنها بما يقارب 600كم. وبعث العديد من أهالي رنية برقيات إلى إمارة مكة ووزارة الكهرباء ضمنوها أسباب الخلل الواضح والضعف الذي بدأ به المقاول المكلف بإنارة رنية، مطالبين بتعويضهم عن الخسائر التي تسبب فيها هذا المقاول.
كهرباء الغربية: تشغيل المولدات الاحتياطية لحل المشكلة أكد مندوب وحدة التوليد في كهرباء المنطقة الغريبة الذي حضر من جدة إلى محافظة رنية لحل هذه المشكلة المهندس علي مقبول أنه سيتم تشغيل جميع مولدات المقاول المشرف على محطة توليد التيار الكهربائي الاحتياطية للقضاء على الانقطاعات المتكررة، مشيرًا إلى أنه لن تكون هناك انقطاعات جديدة إن شاء الله بعد تشغيل جميع المولدات الاحتياطية التي يجري تجريبها لإدخالها الخدمة.