في هذا العام 1431ه/2010م ، وقبل أشهر أصدر نادي حائل الأدبي بالتعاون مع الانتشار العربي ببيروت كتاباً نقدياً عنوانه «أنماط القراءة النقدية في المملكة العربية السعودية : عابد خزندار أنموذجاً « من تأليف الباحث أحمد بن سليم العطوي ، ويقع في 390صفحة ، ويتكون من مقدمة وأربعة فصول ، وهي : عابد خزندار والتكوين الثقافي ، والنقد النظري ، والنقد التطبيقي ، وعابد خزندار والترجمة ، ثم خاتمة ، وقائمة المصادر والمراجع ، ففهرس الموضوعات ، فسيرة ذاتية للمؤلف . وقد تميز الكتاب بالمنهجية العلمية ، مع توثيق متقن ، واطلاع واسع ، إضافة إلى جدة الموضوع إذ ينصف الكتاب ناقداً سعودياً رائداً له أسبقيته في العديد من القضايا النقدية . ومما أعجبني في الكتاب : تخلص المؤلف من الألقاب العلمية. وواضح أن الكتاب في أصله رسالة جامعية ، وهذه ميزة للكتاب ؛ لأنه أضفى عليه الرصانة والجدة والتوثيق والعمق ، ولكن ينبغي على المؤلف حين أراد تحويله من رسالة إلى كتاب أن يتخفف من بعض القيود الجامعية ، فيحذف كل الكلمات التي تدل على أنها رسالة ، والتخفيف قدر الإمكان من الكلمات الأجنبية التي كثر ورودها في الكتاب بشكل لافت ، حتى ما كان منها نصاً يمكن حذفها ووضع نقط للدلالة على الحذف ؛ لأن القارئ سيشعر بالملل من قراءة كل اسم أو كتاب باللغتين: العربية والإنجليزية ، وستكون القراءة صعبة الهضم ! ومع إعجابي الشديد بهذا المنجز البحثي ، أشير إلى بعض الملحوظات اليسيرة والمقترحات للطبعة القادمة ، ومن ذلك : 1 في ص 26أطال المؤلف الحديث عن جريدة القبلة ، وهي صحيفة مبكرة لم يتأثر بها عابد خزندار . 2 في ص51 نقل المؤلف عن خزندار وصفاً للمرأة السعودية فيه تعميم ومجانب للواقع ، ولا يمكن القبول به ، وإثباته يدل على التسليم به ، وإلا لقام بالتهميش على ذلك ، أو مناقشته ، وأرى حذفه في الطبعة القادمة ؛ لأنه يتنافى مع الحياد والموضوعية . 3 في ص52 وردت عبارات غير لائقة ، وهي : « في وجه قوى الظلام والتخلف والرجعية « ، وأرى ضرورة حذف هذه العبارات في الطبعة القادمة . 4 في الكتاب أبيات شعرية من المعلقات وردت دون توثيق أو ضبط بالشكل ، وأرى أهمية ضبط الأبيات بالشكل . 5 في قائمة المصادر والمراجع دمج لأوعية المعلومات المختلفة ، وكان الأولى فصل الكتب عن الدوريات ، وفصل الرسائل الجامعية . 6 مع إعجابي بدقة المؤلف وتوثيقه لمراجعه ، فإنني لاحظت اختلافاً في طريقته ، فهو أحياناً ينسى مكان النشر ويكتفي بالدار الناشرة ، وأحياناً يقدم رقم الطبعة ، وفي أحيان أخر يؤخر ذلك ، والمنهج السليم يفرض عليه أن يوحّد الطريقة بحيث تكتب المعلومات (الببليوجرافية) عن أوعية المعلومات بأسلوب معياري دقيق . 7 في ص92 عنوان فرعي ، وهو « طقوسه الكتابية « ، وأرى تعديله في الطبعة القادمة إلى « عاداته الكتابية». 8 في ص 201 حديث عن تأثر خزندار بالنظريات القديمة غير العربية ، وهو موضوع يستحق التقديم على تأثره بالنظريات العربية القديمة الواردة في ص 196 ؛ مراعاة للتسلسل الزمني .