أكدت المتحدثة باسم المحكمة الخاصة بلبنان أن مدعي عام المحكمة يدعو كل من يملك دليلا متصلا بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى عرضه عليه، وذلك بعد يومين على عرض حزب الله “قرائن” قال انها تشير إلى تورط إسرائيلي في الجريمة. وقالت فاطمة العيساوي إن “مكتب المدعي العام دعا على الدوام وهو لا يزال يدعو كل من لديه دليل متصل بالهجوم على رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى عرضه عليه”، وشددت العيساوي التي ذكرت انها تتحدث باسم المحكمة وليس باسم مكتب الادعاء العام، على ان المدعي العام دانيال بلمار “اعلن اكثر من مرة انه سيلاحق كل الادلة الموثوقة”. واوضحت ان “مكتب المدعي العام اعلن ايضا وعلى الدوام ان اي معلومات مستندة إلى عناصر موثوقة ومقدمة إليه ستخضع إلى مراجعة دقيقة”. وجاءت تصريحات العيساوي بعد يومين على عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “معطيات” بينها مشاهد اكد ان طائرات استطلاع إسرائيلية رصدتها لموقع اغتيال الحريري، واكد نصر الله ان هذه “المعطيات” تشكل “قرائن” و“ليس أدلة قاطعة” حول ضلوع إسرائيل في الجريمة. وكان نصر الله انتقد في وقت سابق عدم اخذ لجنة التحقيق الدولية بفرضية ان تكون إسرائيل هي التي اغتالت الحريري. واغتيل رئيس الوزراء السابق في انفجار سيارة مفخخة في الرابع عشر من فبراير 2005، وانشئت المحكمة الخاصة بلبنان بقرار من مجلس الأمن الدولي العام 2007، وبدأت عملها في مارس 2009 في لاهاي. وهي مكلفة النظر بجريمة اغتيال الحريري وسائر الجرائم التي تلتها ويحتمل ان تكون مرتبطة بها. وتناقلت أوساط إعلامية عربية وأجنبية معلومات توقعت توجيه القرار الظني للمحكمة الاتهام في الجريمة إلى عناصر في حزب الله، وعند سؤال عيساوي عن تسريبات قيل انها صادرة من داخل المحكمة، أكدت ان “المحكمة الخاصة بلبنان تاخذ اي معلومات مستندة إلى حقائق وأدلة حول وجود تسريبات على محمل الجد”، وتابعت ان “للمحكمة ثقة كاملة في الإجراءات الداخلية التي تتبعها لمراقبة اي تصرف يخرق قوانينها”. وتصاعد التوتر في الآونة الاخيرة في لبنان على خلفية التسريبات المرتبطة بالقرار الظني، وسط تخوف من اندلاع موجة عنف جديدة مشابهة لاحداث السابع من ايار / مايو 2008 التي قتل فيها نحو 100 شخص. ونقلت صحيفة “الديار” اللبنانية امس عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان “ثقته بان الصعوبات التي يواجهها لبنان في الوقت الحاضر بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية وما يتسرب عن القرار الاتهامي لن تؤدي إلى تدهور الاوضاع في البلاد كما يخشى البعض”، واضافت الصحيفة ان سليمان اكد “ان ما يحكى عن تأزم وتوتر حاصلين منذ مدة ليسا سوى الاوجاع التي تسبق الولادة، معتبرا ان لا مصلحة لاحد بتفجير الوضع سوى إسرائيل”. من جهة اخرى اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال استقباله رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في كاب نيغر في جنوبفرنسا الثلاثاء على وجوب بذل المساعي لتجنب حدوث «توترات جديدة» مع إسرائيل، بحسب ما افاد بيان صادر عن قصر الاليزيه أمس، واوضح البيان ان ساركوزي اكد للحريري انه «يتعين القيام بكل شيء من أجل تجنب حدوث توترات جديدة» مع إسرائيل بعد الاشتباكات الحدودية الاخيرة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي. واضاف البيان ان ساركوزي شدد خلال اللقاء الذي انعقد في مقر الاجازة الصيفية للرئيس الفرنسي واستمر لمدة ساعة ونصف على ان بلاده «ستواصل مساندة السلطات اللبنانية والمؤسسات الديموقراطية فيه ودعم الجهود الرامية إلى تعزيز استقراره وامنه وسيادته».