كل عام وأنتم بخير. كل عام وبلادنا أجمل، وشعبنا أطيب، وفسادنا أقل. كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعن الذنوب أبعد. أتى شهر الرحمة والمغفرة.. أتى شهر القرآن. أتى شهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. (2) سيمضي الشهر بسرعة، وصباح العيد ستسأل نفسك: هل كنت من الذين أمضوه أمام “المسابقات التلفزيونية”، أم أنك كنت في سباق مع نفسك لعمل الخير؟.. ستسأل نفسك: كم مسلسلاً تابعت.. أم كم آية قرأت؟ (3) هكذا شكّل الإعلام العربي -في السنوات الأخيرة- هذا الشهر الفضيل بعيون المشاهد: إعلانات - مسابقات - مسلسلات - “خيمة رمضانية” لا علاقة لها برمضان.. وهكذا... وكأن بقية شهور السنة لا تصلح لهذا الترفيه: البريء، وغير البريء منه!! وعليك أن تعيد تشكيله بفطرتك السليمة: رمضان المحبة والإيمان، رمضان العفو والمغفرة. رمضان الشعور بجوع الفقراء، ومشاركتهم ولو بالشيء القليل. رمضان أن تعيد علاقتك بمن انقطعت عنهم، وتتذكر ما الذي تعنيه صلة الرحم. رمضان أن تنفض الغبار عن أعظم وأطهر الكتب “القرآن الكريم”، وتعيد علاقتك بآياته العطرة. رمضان أن نعيد الاتزان إلى أرواحنا المتعبة، ونعيد قلوبنا إلى أماكنها الطبيعية. رمضان أن يعود الإنسان فينا إنسانًا يملأه البياض، وتغمره المحبة. (4) خذوا من أخلاق “رمضان” ما يجعل بقية شهور العام أجمل وأكمل. واغرسوا في أيامه ولياليه ما يشفع لكم في أيامكم المقبلة. (5) كل عام وأنتم بخير .. كل يوم وأنتم إلى الله أقرب.. وشهر مبارك على أمة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.