كشفت مصادر رسمية في صنعاء - أمس- أن توجيهات رئاسية للحكومة بالعمل على تهيئة المناخ الاستثماري، وتقديم كل التسهيلات لجذب الاستثمارات السعودية ورؤوس الأموال السعودية لإقامة مشاريع استثمارية في اليمن، وفيما قالت المصادر إن التوجيهات الرئاسية جاءت عقب زيارة 24 من رجال الأعمال السعوديين لصنعاء والتقاء الرئيس اليمني علي عبدالله صالح السبت الماضي في صنعاء، ومناقشة توجيهات القيادة في المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرجال الأعمال بضرورة توجههم إلى اليمن والعمال على إقامة مشاريع استثمارية هناك، وأكّدت مصادر أن لجنة مشتركة شُكلت برئاسة الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء اليمني، تضم في عضويتها رجال أعمال سعوديين ويمنيين تدرس حاليًا جملة من المشاريع الاستثمارية السعودية - اليمنية التي يمكن إقامتها في اليمن.. مؤكدةً أن هناك عددًا من الدراسات يجري التشاور بشأنها لإقامة مشاريع استثمارية مشتركة سعودية - يمنية من بينها عدد من الجزر اليمنية في البحر الأحمر كجزيرة كمران، وجزيرة سقطرى في المحيط، مطروحة ضمن المشاريع، وحسب المصادر أن هذا يأتي في إطار توجه قيادتي البلدين والتنسيق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لدعم استقرار اليمن، وإنعاش التنمية الاقتصادية من اجل تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في اليمن، من خلال تقديم التسهيلات في جذب الاستثمارات السعودية لليمن، وأشارت المصادر أن اللجنة ستعمل على حل الإشكاليات القائمة، ومتابعة تنفيذ توصيات اللجان الرسمية، وقرارات مجلس التنسيق السعودي - اليمني، وأيضًا توصيات مجلس رجال الأعمال السعودي - اليمني، الخاصة بإقامة مشاريع استثمارية إستراتيجية سعودية في اليمن، وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، قد ثّمن خلال استقباله وفد رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين الذى زار صنعاء السبت الماضي، وقال الرئيس صالح: “سبق وأن تحدثت مع خادم الحرمين بشأن تشجيع رجال الاعمال والمستثمرين السعوديين للاستثمار في اليمن، وكان رده ايجابيًا، وقلنا له نحن لا نريد أموال تضخ إلى خزينة الدولة، بل مستثمرين لاستغلال الفرص الواعدة المتاحة بما يسهم في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل لامتصاص البطالة، وبما يعود بالفائدة المشتركة للدولة والمستثمرين، إلى ذلك أكّد وفد رجال الاعمال السعوديين الذي يترأسه نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية السعودية رئيس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن بن علي الجريسي، أن الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة قيادتي البلدين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت ناجحة بكل المقاييس، وأنه لمس والوفد المرافق له من فخامة الرئيس والحكومة اليمنية الكثير من الاهتمام بالعلاقات اليمنية السعودية. وأشار إلى أن رجال الاعمال السعوديين يعتبرون تعاملهم مع نظرائهم اليمنيين من أهم أولويات الشراكة بين البلدين الشقيقين.. وقال: “إن تعاملنا مع أشقاءنا وإخواننا رجال الاعمال اليمنيين يعتبر من أولى الأولويات ولدينا من عوامل الشراكة الكثير، وسنعمل من جانبنا في المملكة العربية السعودية على بحث ما يمكن أن يوصل إلى شراكات ناجحة وإلى عمل مفيد للبلدين” مؤكدًا بأن هناك عوامل كثيرة تساعد على إيجاد شراكه ناجحة بين البلدين، ويؤيدها اهتمام قيادتي البلدين الرامية إلى الوصول إلى تحقيق تعاون أكبر في شتى مجالات الشراكة سواء ما كان منها تصدير من المملكة إلى اليمن أو الاستيراد من اليمن إلى المملكة، أو إقامة مشاريع استثمارية في اليمن، أو كل ما فيه شراكة تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين. يُذكر أنّ الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للاستثمار في اليمن أكّدت أن الاستثمارات السعودية جاءت في المرتبة الأولى خلال النصف الأول من العام الجاري، والذي بلغ تكلفة ثلاثة مشاريع نحو 156مليون دولار، فضلاً على أن التبادل التجاري بين البلدين وصل العام الماضي 2009م إلى حوالى 3 مليارات ريال سعودي.