نظم نادي تبوك الأدبي أمس الأول محاضرة بعنوان “نظرة قرآنية في نظرية مالتس السكانية” للدكتور محمد أبوزيد وأدارها الدكتور موسى العبيدان الذي بدا بالسيرة الذاتية للمحاضر. بعد ذلك بدأ أبوزيد محاضرته قائلاً: منذ أنزل الله آدم وزوجته والشيطان إلى الأرض قال لهم الأرض مستقر ومتاع إلى يوم القيامة وستجدون فيها من الموارد الطبيعية ما يزيد عن حاجتكم، ويرى مالتس أن سكان العالم سيواجهون موقفا صعبا تكثر فية المجاعات والتخلف لأن التزايد السكاني أكبر بكثير وبغير حدود من قدرة الأرض على إنتاج وسائل العيش فالطبيعة لها حد في العطاء وبعده تتناقص الموارد، وعدّ مالتوس زيادة السكان سبباّ في تخلف ماسمي ب “البلاد المتخلفة” وأن كل محاولة للخلاص من التخلف والمجاعة ستبوء بالفشل مالم يُحد تزايد السكان، فهو يرى إذا لم يُحد من عدد السكان سيأتي يوم لا يجد فيه الفرد مساحة يعيش فيها على كوكب الأرض أكثر من بوصة مربعة. ثم بيّن الدكتور أبو زيد أن القرآن الكريم ير د على متواليتي مالتس بقوله أولاً أن هذا من الرجم بالغيب لأنه لا يقوم على أصول يقينية، وثانياً النمو السكاني ليس متوالية هندسية بعيدة عن المؤثرات الاجتماعية فالقرآن يرد عليها بأن ذكر أشياء كثيرة تؤثر في النمو السكاني، وثالثاً هناك موارد طبيعية غير مقيدة بمتوالية حسابية منها إنزال المطر والرزق والقرآن كثيراً ما يؤكد على التوازن بين السكان والموارد اذ لا يعقل أن يخلق الله الإنسان ويورطه في كوكب لا يكفي لمعيشته وتناسله وبيّن سبحانه أنه قدّر أقوات الأرض عندما خلقها والقرآن يرفض التخلف والتأخر ويطلب من أمة الإسلام أن تكون رائدة الكوكب كما حض الناس على العمل لعمارة الكوكب وصلاحه. واختتم المحاضر بالقول: أمر القرآن بالاعتدال في توزيع موارد الطبيعية وكذلك حارب الفساد الذي فيه أخذ أموال الناس بالباطل فالقرآن يشجع على زيادة عددهم وهدايتهم ويحارب النظرة المالتسية المتشائمة.