* كتعقيب على مقالي يوم الأربعاء الماضي المعنون «يقول لصديقه» والذي ناقشت فيه انعدام روح الأخوة ومعاني المودة وأواصر القربى ووشائج التآلف والتآخي المجتمعي في فضائنا المحلي تلقيت اتصالين عزيزين من إخوة من أهالي مكةالمكرمة شرفها الله. * الاتصال الثاني من زميل لي به معرفة سابقة حينما كنت رئيساً لتحرير جريدة «الندوة» كونه كاتباً صحفياً قديماً، يحكي لي في اتصاله عن مأساته هو مع إخوته من رجال ونساء ويتساءل كما تساءلت بحرقة عن أسباب انعدام إدراك المعنى الحقيقي لمعنى الأخوة. يقول الزميل المتصل ولست في حل من ذكر اسمه: «اتفق معك في كل ما كتبت.. ومقالك اليوم أبكاني لأنه لامس نقاط ألم في داخلي، فأنا وبعد عمر تزوجت من سيدة من أصل باكستاني ورزقني منها المولى بابنة وحالي مستور كما تعلم ولكن الظروف تغيرت فجأة فأصبحت بدون سكن.. فلم يقصر معي والد زوجتي غير السعودي فأسكنني معه. كنت أبقى يوماً وابتعد آخر خجلاً منه ثم سعيت إلى الحصول على منحة أرض وبعد جهد جهيد ومتابعة دقيقة بين هذه الإدارة وتلك أنهيت كافة إجراءات المنحة وكنت أحلم بأن أقيم عليها بيتاً لي يؤويني وزوجتي وطفلتي أو أن أبيعها وأشتري مسكناً يكفينا جميعاً ولكني فوجئت ببقية إخوتي وكلهم مقتدرون وفي وضع مادي أفضل مني بكثير بما فيهم النساء، ينازعونني في المنحة وانها حق لهم جميعاً وهم يعرفون جيداً حالتي المادية ويعرفون مقامي الحالي. فلم تشفع لي كل هذه الظروف في نظر إخوتي الذين كنت أتوقع مبادرتهم هم إلى الموافقة على استفادتي الكاملة من المنحة لظروفي ولأني من سعى وشقي وتعب من أجل إجراءاتها. كما أنهم يعرفون أنني أعيش على الضمان الاجتماعي وهم كلهم أحسن مني مادياً. فهل يعقل يا دكتور أن تصل الأخوة إلى هذا المستوى؟ أبو زوجتي طلع أكرم من إخوتي الذين هم من لحمي ودمي حينما قبلني لأسكن معه ولم يشعرني في أي يوم أني زائر ثقيل وإن كنت اشعر أنا بثقل وجودي في بيته»؟! * أما الاتصال الأول فهو من الإنسان النبيل عمدة المسفلة الأستاذ محمود البيطار الذي أيد ما أوردته في المقال ثم تساءل معي عن الحلول. وأضاف بعد أن أشرت أنا إلى حتمية تغيير وزارة الشؤون الاجتماعية طريقة معالجتها لحالات التفكك المجتمعي في المملكة بقوله: «نحن كعمد حارات على استعداد لوضع أيدينا بيد الوزارة أو أي جهة للمساعدة والمساهمة الفاعلة في إعادة التماسك لمجتمعنا وإعادة روح الفضائل والمبادئ السليمة إلى كل ركن من أركانه فهو أولاً وأخيراً لنا جميعاً ما يصيب الجزء يصيب الكل «. * ولمّا أعرف جدية العمدة البيطار وأعرف دقائق ما يقوم به مع بعض رجالات حي المسفلة مثل الزميل معالي الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى، من جهود لاحتواء مشاكل مجتمعية وردم فجوات خلافية وتقريب وجهات نظر وسيادة روح تآلفية بين أبناء الحي من خلال حركة دؤوبة وأنشطة متنوعة، أتمنى معه من وزارات التربية والتعليم العالي والشؤون الاجتماعية والإعلام ورعاية الشباب الاستفادة من عمد الأحياء وإعادة الزخم المجتمعي لمركاز العمدة لأنهم احد أهم العوامل الفاعلة المؤثرة إيجاباً في المجتمع. [email protected] فاكس: 6718388 جدة