استغرب المتابعون لقناة «طيور الجنة» لأناشيد الأطفال الدينية الإسلامية عزم إدارتها تنظيم حفلات لأطفال غزة، بعد فترة وجيزة من نشر تقارير إسرائيلية تنتقد أغنية بعينها في القناة، إلا أن هذا الاستغراب ما لبث أن تحول إلى إشادة بشجاعة فريق القناة الذي رسم الابتسامة على شفاه الأطفال في القطاع المحاصر. وجعلت طريقة تصوير التقارير الإسرائيلية لأغنية «لما نستشهد بنروح الجنة» الكثيرين يدعون إلى تصفية «الأطفال المنشدين» باعتبار أنهم عندما سيكبرون سيتحولون إلى «انتحاريين» يجوبون المدن الإسرائيلية. وتصور الأغنية مجموعة من الأطفال يقتلهم جنود إسرائيليون وهم يرددون «من غير فلسطين شو يعني بطولة.. من غير فلسطين شو يعني طفولة.. الشهيد حبيب الله»، ويقدّر الكثيرون من المتابعين أن الأغنية بوجوه الأطفال البريئة ودعواتهم الصادقة ليست دعوة للقتل وإنما ترسيخ لفكرة أنه كانت هناك دولة تدعى فلسطين وأن دماء الأطفال التي تراق لا لسبب إلى لأنهم ولدوا على أرض فلسطينية تستحق الإجلال والتحية «من الكبار». وفي التقارير الإسرائيلية دليل مهم على أن إسرائيل لا تترك شاردة ولا واردة يمكن من خلالها تصوير الجانب «العنيف» للمسلمين إلا وتركز عليه بل وتضخمه. وقال مدير القناة خالد مقداد على هامش زيارته لقطاع غزة الأسبوع الماضي: «لدينا أغانٍ معينة فيها تضامن مع أهلنا ورسالتنا ليست رسالة تحريض وإنما رسالة لزراعة القيم والمفاهيم الأخلاقية والسلوكية والتربوية عند كل أطفال العرب ومنهم الأطفال الفلسطينيون، وهذه ليست رسالة تحريضية، وما تقوله التقارير الإسرائيلية افتراءات». ونفى أن تكون القناة من خلال أي من برامجها تنشر العنف الأسري.