أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان في قرية العديسة الحدودية أمس أن الحكومة ستضع في جلستها المقبلة خطة لتسليح الجيش “بكل ما يلزم” و“بغض النظر عن مواقف بعض الدول” حيال هذا الأمر. وقال سليمان في الموقع الحدودي، الذي حصلت فيه اشتباكات دامية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي الثلاثاء “سيضع مجلس الوزراء في جلسته المقبلة خطة لتسليح الجيش اللبناني بكل ما يلزم، وذلك بغض النظر عن مواقف بعض الدول من هذه المسألة”، وأوضح سليمان أن “حملة تسليح الجيش ستبدأ ومجلس الوزراء سيتخذ قرارا حول إقرار خطة ثلاثية او خماسية”، واعتبر أن هناك “حملة لعدم تسليح الجيش، ونحن نطلق حملة مضادة لتسليحه من خلال الدولة”. وقتل جنديان لبنانيان وصحافي لبناني إضافة إلى ضابط اسرائيلي عند أطراف قرية العديسة الحدودية في مواجهة عسكرية هي الاخطر منذ حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والاولى من نوعها بين الجيشين منذ عقود. وبدأت الاشتباكات بعدما حاول الاسرائيليون اقتلاع شجرة في موقع متنازع عليه قرب الخط الازرق عند اطراف العديسة. ودامت زيارة الرئيس اللبناني إلى القرية حوالى 20 دقيقة، رافقه خلالها وزير الدفاع الياس المر وعدد كبير من قيادات الجيش، واستقبله في بدايتها النائب المنتمي الى حزب الله علي فياض إلى جانب رؤساء بلديات عدد من القرى المجاورة. ونشر الجيش اللبناني أعدادا كبيرة من جنوده على جانبي الطريق المؤدي إلى العديسة، فيما لم يسجل أي ظهور لأي عسكري إسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود خلال الزيارة. وقال سليمان في كلمته “نحن لا نستطيع إلزام احد بان يعطينا السلاح، غير ان اصدقاءنا ملزمون بإن يعطونا السلاح والا فسيفسر ذلك على انه موقف سياسي”، وتابع “أشقاؤنا ايضا عليهم مساعدتنا وكذلك اللبنانيون القادرون في حال أرادوا الاستثمار في الدولة فيتوجب عليهم الاستثمار في الجيش لانه الاساس في بناء الدولة”. وشدد سليمان على ان اسرائيل “لا يمكن ان تستفرد بالجيش، في الماضي كانوا يستفردون بالمقاومة ويقولون انها غير شرعية، اليوم هناك شرعية متمثلة بالجيش وكل لبنان يقف وراء هذا الجيش”. وأكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء الثلاثاء أن الحزب المسلح طلب من كوادره وعناصره في الجنوب خلال الاشتباكات “ان يضبطوا انفسهم وألا يقوموا بعمل ما وأن ينتظروا الاوامر”، لكن نصرالله شدد على انه “في اي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل اسرائيل وتتواجد فيه المقاومة او تطاله يدها، فإنها لن تقف صامتة”، مضيفا ان “اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنقطعها”. وزار قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العديسة الاربعاء. وقال بحسب بيان صادر عن الجيش ان “اي تطاول على شعبنا وأرضنا لن يمر من دون ثمن”، ودعا قهوجي العسكريين “الى التحضير الميداني والاستعداد مجددا لتقديم التضحيات تلبية لنداء الواجب”. ويعاني الجيش اللبناني من نقص في العتاد والتجهيزات. ولا يملك الجيش اللبناني منظومة عسكرية جوية تستطيع مقارعة سلاح الجو الاسرائيلي الذي يخترق الاجواء اللبنانية بشكل شبه يومي. وأعلن نصرالله 2009 استعداد إيران لتسليح الجيش اللبناني بالطائرات والصواريخ، التي ترفض الولاياتالمتحدة والغرب تزويده بها.