يقول سيمور هيرش في كتابه «الخيار شمشون» الذي يكشف فيه أسرار الترسانة الذرية الإسرائيلية بوصفها واحداً من أكثر أسرار العالم التي بقيت محاطة بالغموض "إن إسرائيل ولدت قوة نووية". وتجمع أغلب المصادر إضافة إلى سيمور هيرش على اعتبار مطلع الستينيات كانت البداية الحقيقية لدخول إسرائيل مرحلة القدرة على امتلاك القدرة النووية، التي ما أن انتصفت حتى أصبح مفاعل ديمونا بصحراء النقب الذي شيد سنة 1962 قادراً على الإنتاج. غير أن خطوات البحث والاستعداد الأولى، سبقت هذا التاريخ بتعاون فرنسي - إسرائيلي بدأ في عام 1956 وبسرية مطلقة عندما قررت الحكومة الفرنسية تزويد إسرائيل بمفاعل نووي وهو التعاون الذي أصبح فيما بعد بين إسرائيل وحكومة جنوب إفريقيا (العنصرية الحاكمة حينها) في إطار برنامج تعاون مشترك للحصول على اليورانيوم وتكثيفه لإنتاج القنبلة الذرية الإسرائيلية مروراً بالتفجير النووي عام 1979 تحت اسم الوميض الغامض في جنوب الأطلسي لاختبار قذيفة نووية مشتركة بين إسرائيل وجنوب إفريقيا وصولاً إلى الترسانة النووية الإسرائيلية الكبيرة القائمة اليوم التي تعتمد على خمس منشآت نووية ضخمة يصل تقدير مخزونها إلى مئتي رأس نووي وفق تقديرات مصادر عديدة بما فيها تصريحات مهندس الذرة الإسرائيلي موردخاي فعنونو لصحيفة صنداي تايمز عام 1986، الذي قامت المخابرات الإسرائيلية باختطافه وحكم عليه بالسجن لمدة ثمانية عشر عاماً لأنه كشف السر وأفرج عنه في نيسان 2004 قبل أن يوضع تحت الإقامة الجبرية مجدداً. ولقد كشفت صحيفة الصنداي تايمز أسرارا حول القدرة النووية الإسرائيلية، إثر نشرها لتقرير فعنونو (وهو إسرائيلي كان في الواحدة والثلاثين وقد عمل في مجال التقنية النووية لقرابة العشر سنوات). وقد جاء تقريره شهادة بالغة الأهمية لأنها كشفت أوراقا سرية عن حجم الترسانة النووية الإسرائيلية والمدى الذي وصلت إليه، ومن الحقائق التي أتى بها بعد فحصها من طرف خبراء الذرة: أن إسرائيل أصبحت قوة نووية تمثل المرتبة السادسة في العالم وفي حيازتها ترسانة تفوق حجم ترسانات الدول الصغرى النووية. الكشف عن حقيقة مفاعل ديمونا الذي تسخره إسرائيل لأهداف استراتيجية وكذلك لاستخلاص مادة البلوتنيوم (ويبلغ معدل إنتاج البلتنيوم فيه 40 كيلو غرام سنويا وهذه الكمية كافية لصنع عشر قنابل نووية).