في مدريد العاصمة الإسبانية نظر العالم من أقصاه إلى أقصاه إلى المؤتمر العالمي للحوار الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أنه نافذة أمل تطل بالعقل البشري على آفاق رحبة، وفضاءات ثرية بحوار ثقافي يحفظ للإنسان -أيًّا كانت ديانته ومعتقداته- كرامة التعايش السلمي الذي يضمن للجنس البشري الرقي إلى إنسانيته الحقّة في تعاطيه مع كل الأمور الحياتية من حوله. وكم كانت البشرية في زمن الصراع الإثني والعرقي والتطاحن العسكري بحاجة ماسّة إلى قائد حواري كالملك عبدالله يطلق فكر الحوار أمام أطياف البشرية التي انكفأت إلى فكر منغلق أدّى إلى التباغض والتنافر، وإعاقة مشاريع البناء والتنمية المستدامة والسلام. وقبل أيام قلائل قرأتُ كتاب (حوار الأديان) لمؤلفه الكاتب السامق، والمفكر السعودي المتجدد صالح بن عبدالله المسلم، الذي أتحف المكتبة العربية بكتاب قيّم وثري، لامس فيه الجرح الإنساني بعمق، وأطّر لمشروع حوار الأديان بريشة رسام ماهر، وأحسن المسلم صنعًا وهو يزاوج بين الطرح الفكري والدلالات الدينية المتجذرة مستخدمًا أسلوبًا صحافيًّا -وهو الصحافي المخضرم- شائقًا ماتعًا مقنعًا؛ وبرأيي أن الطرح الأيديولوجي الخالص لمشروع فكري إنساني كهذا يحتاج إلى فكر صحافي مستنير، وهو الفكر الذي برع فيه المسلم الذي أشبع القارئ توضيحًا من خلال السرد المنطقي والموضوعي لفصول وأبواب الكتاب الذي تجمّل أيضًا بملف صحافي شمولي، استعرض فيه الكاتب الدور السعودي للسعودية في مشروع حوار الأديان، ووثّق لحقبة فكرية ستظل قوية التأثير في عقليات المتحجرين الذين فهموا الحوار من منظور ضيق ومخنوق..!! رذاذ: ** الذي يحدث للسعوديين في عدد من الدول الشقيقة والصديقة من اعتداءات بالضرب والسرقة وإطلاق النار يؤكد تلك الأحقاد المتأصلة في نفوس الأشرار في تلك المجتمعات، لكن ينبغي أن نتنبه إلى أن بعض السعوديين أنفسهم يحتاج إلى ثقافة واعية وحذرة أثناء سياحته، نعم ثمة أخطاء يرتكبها بعض الجهلة تسيء إلى الإنسان السعودي لكن ردة الفعل في تلك الدول تكون جائرة وإلاّ فإن الاعتداء على العوائل السعودية أمر خطير للغاية يحتاج إلى وقفة حازمة وصريحة من المعنيين بالأمر..! ** دائمًا أكرر أن لكل من تربيته نصيب؛ والإنسان الذي يحاور بوعي وثقافة دون اللجوء إلى الشتم يستطيع أن يوصل فكرته دون استخدام الأسلوب السوقي في الرد على الآخرين..! ** ختامًا: كل إناء بما فيه ينضح..! [email protected]