مداخلات القراء على مقال الأسبوع الماضي: السبت 28 يوليو 2010م( اختبارات القياس ..غياب المصداقية وملايين الريالات ) تظهر حجم الألم والاحباط الذي يتعرض له أبناء الوطن، أما الرسائل التي وصلتني على الإيميل فهي تتضافر لتبرز حجم الصخور التي تقف عقبة في طريق الأحلام والطموح وليس بوسع طالب مجد أو فتاة طموح أو أب عطوف حماية أحلامهم وطموحهم وآمالهم من التحطم والتفتت على صخور الفساد أو إختبارات القدرات « صخرة « المركز الوطني للقياس! قارئ كتب مناشدا خادم الحرمين الرأفة بحال الطالبات المجتهدات واللاتي معدلهن فوق 85% وتمكينهن من دراسة الطب والصيدلة. آخر يقول إن معدل ابنته 99% هبط إلى 85% بفضل القياس والقدرات وبهذا عرضوا عليها التمريض بدل الطب .. أليس هذا قتلا للمواهب ؟!! طالبة ثانوي تعترض على الآلية التي تقام بها اختبارات القياس وترى أنها تفتقد للمصداقية وتعتمد على الحظ! قارئ ينتقد الظلم المتمثل في اختزال 12 عاما مقابل 33% والباقي للقدرات والتحصيلي التي لم يهيأ لها الطالب ويرى أن الخلل في المناهج التعليمية! هذه بعض المداخلات حول مركز القياس « فلتة « زمانه، والأزمنة القادمة كي يخرج لنا أجيالا « فلتة» تصلح ما أفسدته الأيدي والعقول والنفوس على مر السنين العجاف التي بحت فيها الأصوات وجفت الأقلام لإصلاح التعليم، فهل يصلح نفوسا أنهكها الاحباط والألم وهي تشاهد أحلامها تتحطم؟!! وهذه نثار أحلام وطموحات لملمتها من رسائل القراء: أحمد العتيبي طالب ثانوية الحوية/ الطائف، يتحدث عن: طالب نايم طول العام يدخل اختبار القدرات ويحصد أحسن من الطلاب المتميزين!! يقول أيضا: (منا من أخذ دورة قدرات واشترى كتب على أمل الحصول على 70% تمكنه من دخول الجامعة لكنه لم يحصد سوى 63%! هو اختبار قدرات ستخدم لعبة(حظوظ) أنصحك يا أحمد تستخدم لعبة( حادي بادي ) يشكو أيضا من ظاهرة النقل من مدرسة حكومية صارمة إلى مدرسة أهليه ( بحبوحة) على الآخر، من أجل الحصول على العلامات النهائية آخر العام، حتى لو كان طالبا فاشلا!! رسالة أخرى تشير إلى نفس الموضوع يقول صاحبها - لا يريد ذكر اسمه- : في بعض المندوبيات التعليمية يحدث هذا بعلم المندوبية لأن المدارس الخاصة أصبحت استثمارا مضمونا إذا ضمنت من يسهل لك الأمور ، ويقول إن بعض المدارس الأهلية تبدأ بعشرين أو ثلاثين طالبا في عامها الأول ثم يتضاعف العدد في العام الثاني إلى 800 طالب تقريبا اعتمادا على نتائج ( سنة أولى) خدمة في مجال النجاح الجماعي وبنسب عالية جدا جدا جدا - لم أفهم ماذا يقصد ب(جدا) المكررة! ما الذي يمنع ولماذا نتشنج في مواجهة هذه الممارسات؟! الذي لا تحصل عليه بالجهد والاستحقاق تحصل عليه بالمال!! أين المشكلة؟!! لماذا تصنف هذه الممارسات في خانة الفساد إذا كان الأمر يمارس في كثير من المدارس الأهلية دون رقيب أو حسيب وتسمح به إدارات التعليم والمندوبيات حتى لو كان لها من الحب جانب؟!! هذه صورة من صور الفساد المستشري في حياتنا والذي أصبح يمارس في وضح النهار دون خوف بعد أن « سُعّرت « النفوس والضمائر، هذا الذي يستحق من الجامعات والمسئولين الذين ينتقدون مخرجات التعليم العام ويشدون على يد مركز القياس أن يبحثوا له عن حلول لاجتثاثه من جذوره، كل شئ له سعر، سمسار أو موظف صغير في كنف مسئول كبير ينهي كل الأمور ببساطة شديدة، لكن الفساد في التعليم هو الكارثة الحقيقية التي لا بد أن تعالج بحزم! رسالة أخرى تقول صاحبتها: ( أنا خريجة جامعة الطائف بتقدير امتياز أقامت الجامعة اختبارا لوظائف ( معيدة) واشترطت إجراء اختبار القياس، حصلت على درجة في القياس مرضية تماما أما درجة اختبار الجامعة لم تعلن أبدا مما أثار الشك ! فوجئنا عند إعلان الأسماء أنها أعلنت بدون درجات وبدون ترتيب، ولم تعلن في الصحف، والناجحات لهن صلة بمنسوبات ومنسوبي الجامعة أليس من حقي معرفة درجتي من بين المتقدمات ولماذا تم استبعادي؟! هي تريد فقط معرفة النتيجة لإزالة الشك من نفسها وهو مطلب طبيعي وحق إنساني! تقول أيضا: ( المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني قامت بإعلان أسماء المرشحات للوظيفة النسائية الخامسة بكل وضوح لا مجال للشك؟) أجيال قذف بهم حظهم العاثر في مجتمع « نامي» من مجتمعات العالم الثالث، قادته أحلامه إلى القيام بعمليات بهلوانية للقفز على الفجوة الحضارية، فسقط فوق رؤوس الأجيال الجديدة التي لم تجد بيئة تعليمية تستوعب طفولتها وبراءتها وطاقتها واحتياجاتها، مجتمع مكابر يعرف أن قفزته تلك كسرت ضلوع الأجيال وسيقانهم وأيديهم ودمرت عقولهم!! أجيال تحولت إلى فئران مختبر للتجارب الفاشلة وأحلام الثراء الواسع للحالمين، لم يكن أمامها إلا أن تكون ُمَتلَقيا سلبيا ليس بوسعه المشاركة غير بالصمت والانصياع لقرارات الوزارات الموقرة أملا في مستقبل وردي!! الأجيال ليست مسئولة عن هذا الانفصام التام بين وزارة تضع الأساس وأخرى تكمل البناء ليست مسئولة كي تتحمل نتائج هذا التخبط في السياسات والإجراءات التعليمية كي تتحمل فاتورة الترميم الباهظة لأن الطالب هو من يدفعها! وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي كل منهما تعمل بمعزل عن الأخرى، وكأن كل واحدة في واد، وعلى الأجيال دفع فاتورة العلاج الباهظة لأوزار الماضي، فكل عمليات الإصلاح والترقيع العشوائية لم تفلح في رتق الخرق بل زادته اتساعا! [email protected]