كنت لا أتفق بتاتًا مع الأغلبية من زملاء الحرف وغيرهم من المتابعين والمهتمين في الحراك التشكيلي، والذين كانت وجهة نظرهم أن جمعية التشكيليين لا تزال “نائمة” على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أعوام على إنشائها.. هذه الجمعية التي تباشر الكل من ناس التشكيل وأهله عند ولادتها بجهود مشكورة من سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام “سابقًا” الدكتور (طيب الذكر) عبدالعزيز السبيّل، بل إنّني قد دافعت عنها مرات عدة عندما قلت إنها “طائر بلا أجنحة”، الأمر الذي جعل البعض يتهمني بالمحاباة والتزلف للقائمين عليها! وقد كنت أتمنى على من كانوا يقللون من عطائها أو من قالوا إنها ولدت ميته! أن يمنحوا القائمين عليها الفرصة لتجاوز مرحلة التأسيس (وزنقة البداية)؛ أما وقد طال الوقت والمريض في فراشه! فإن الحال قد وصل بالفعل إلى اسم بلا مسمّى، وأصبحت هذه الجمعية اسمًا متداولًا على الألسن فقط! أما في واقع الأمر فإن الحال لا يعدو عن غرفة أو غرفتين في سطح (صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية) التابعة لمعهد العاصمة النموذجي! أيضًا كنت في فترة سابقة أدعو الأحبة منتقدي الأداء في الجمعية المذكورة أن يتريثوا، وأن يكونوا يدًا مساعدة للقائمين عليها حتى يتمكنوا من تصفية خلافاتهم كأعضاء مجلس إدارة حتى يلملموا أوضاعهم بما يمكن الجمعية من كسب ثقة التشكيليين، وبما يمكنها أيضًا من أداء أدوارها “الغائبة”. في يقيني أن الصراعات والخلافات التي نشبت منذ البدايات بين أعضاء مجلس الإدارة كان لها الدور الفاعل في تحجيم دور الجمعية وتعطيل أدائها وجعلها “اسم بلا روح”. إن العمل في مثل هذه الجمعيات يتطلّب مجلس إدارة متجانس ومتوافق وحريص على العمل نفسه لا على (التلميع الإعلامي) وخلافه! جمعية أنشئت منذ أكثر من ثلاثة أعوام ولا تزال (لافتة وغرفتين) فقط ماذا يرجى منها؟! إن من واجب وزارة الثقافة والإعلام وهي الجهة المسؤولة أن تتدخل وبسرعة لوضع الحلول الجذرية لإشكاليات هذه الجمعية، والعمل على حل مجلس الإدارة الحالي، واستبداله بمجلس إدارة (منتخب)، والعمل على دعم الجمعية ماديًّا ومعنويًّا، وأن يكون لها كيان (مستقل)، وأن تعمل الوزارة على إيجاد مردود مالي يساعد الجمعية على الحراك وأداء أدوارها المتعددة. إنها دعوة عاجلة باسم التشكيليين والمهتمين نرفعها لمقام معالي وزير الثقافة والإعلام للعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبثّ الروح مجدّدًا في هذا الصرح التشكيلي الذي لا يزال طرحًا على الورق.