قال الضَمِير المُتَكَلِّم : من أصعب المواقف التي يمر بها الإنسان أن يكون تحت رحمة الانتظار ؛ وخاصة انتظار توقيع أو بصمة أحد المسؤولين أو الموظفين على ورقة صماء بيضاء ؛ لكنها تحمل المصير أو خلاصة التقرير ؛ معاناة الانتظار لا بد أن يصحبها بعض الاستعدادات كتجهيز شيء من عبارات الثناء والإطراء لذلك المسؤول، وربما تحضير مجموعة من النكات أو الشاي والمرطبات؛ لأن سعادته لو تعكر مزاجه فقد يعطيك رُكْبَة أو مِقَصا خلفيا؛ فيرميك إلى موعد آخر بعيد؛ ولن تجني بعدها إلا التنهيد ؛ إليكم النماذج وقد أعذر مَن أنذر : الباشا العمدة : إذا أردت توقيعه أو تعريفه لأنك من غيره مجهول الهوية ولا تحمل صفة الوطنية ؛ فأنت تبحث عنه أياماً وربما أسابيع ، وتسأل كل من يعرفه دون جدوى ؛ وأنت تطارده بين الشرطة والمكتب ؛ وبعد أن تنال منه ؛ ربما رفض التوقيع وجهدك كله يضيع !! فضيلة القاضي : يضرب لك موعداً بعد عدة شهور ، ويومها قد لا يحضر وعليك أن تلزم الحضور أيضاً بعد بضعة شهور ؛ وقد يحضر ولكنه قد يؤجل دون أسباب جَلسَتَك ، وما عليك إلا الرضا وأنت تمسح دمعتك !! العزيز مَسّاح البلدية : في رصد موقعه تتعب الكلمات والتلفونات ، وفي انتظار حضرته في مكتبه تقضي الساعات؛ ثم بعد رؤيته تفاجأ بطلبه المزيد من التعديلات، وأن ما فات مات !! البيه الطبيب: تنتظر موعده لعدة أشهر، وأنت تعاني الألم ولكنك تصبر؛ وفي ذلك اليوم غالباً لا يحضر ، وينيب زميله الذي لا يعرفك ولا يُحس بما فيه تَشْعُر !! النماذج كثيرة وفيها لا بد للمواطن أن يتعلم الصبر، ولو كان انتظاره على الجَمْر، ثم عليه أن يأخذ دورة متقدمة في كيفية الاستجداء ، والأساليب المتنوعة للإرضاء ؛ فلكل مقام مقال، ولكل قُفل مفتاح ، والأبواب المغلقة تفتحها الرياح ؛ وهنا أدرك الضمير المتكلم الصباح ، وسكت حتى لا يتجاوز الكلام المباح !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة فاكس : 048427595 [email protected]