في مطلع الأسبوع الماضي ، أثار حفيظة مجتمع جدة انتحار (أستاذ جامعي) في منزله شنقا حتى الموت . حيث قالت تقارير «شرطة جدة» أن الأكاديمي الراحل ترك رسالة لأسرته شرح فيها الأسباب التي دفعته إلى اختيار النهاية الأليمة لمسيرة حياته .وقد ارتقى الراحل مقعدا في غرفته وربط عنقه في سقفها ثم شنق نفسه. وبحسب مصادر الصحيفة فإنه أقدم على خطوته المأساوية بسبب محاصرة الدائنين له ومطالباتهم المتكررة. هذه الحادثة تفتح (ملف انتحار الأساتذة) مرة أخرى ، الذي بدأه أستاذ الآثار (بجامعة أم القرى) منتحرا شنقا .مع التأكيد على أنه كان يعاني من(اكتئاب شديد ) وتوقف عن العلاج بدون أسباب ، علما أنه أنجز 28 مؤلفا و70 بحثا. والملاحظ في الحادثتين ، أن فرضية المشهد هي شعور «أستاذ جامعي « بالضغط النفسي نتيجة تردي الأحوال المادية ، ومن ثم كتابة( رسالة انتحار) وشنق نفسه بحبل متدلٍ في منزله . تكرار هذه (الفرضية )مرتين ،يؤكد أن هنالك احتمالا لتكرار (حالات لاحقة ) بدون توقع . وهذا يذكرنا بحوادث (الانتحار ) المتسلسلة التي حصلت بين قدامى( العسكريين الأمريكيين)، وبمعدل يبلغ 120 قتيلاً كل أسبوع. مما دفع «مجلس النواب الأمريكي « إلى عقد (جلسة استماع ) لبحث المشاكل النفسية التي يواجهها قدامى المحاربين . لا بد على الجهات المتخصصة ، أن تبدأ بإعداد استبيانات نفسية ، اجتماعية ، يتم فيها رصد جميع المشاكل التي قد يعاني منها الأساتذة والأستاذات الجامعيون السعوديون . وأن يتم تخصيص جانب لاستفسارات المشاكل المادية والمديونية،لأن فئة الأساتذة من الفئات الأكثر تأثيراً وعندما يتسلسل إليهم وحش «الانتحار» .. ماذا سيبقى للبسطاء؟!.