أثار قرار لجنة المبادرة العربية فى اجتماعها غير العادى بالجامعة العربية أمس الأول بالموافقة على الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة، جدلا كبيرا فى الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة أنه جاء عكس التوقعات والمؤشرات التى كانت تصب فى اتجاه عدم الموافقة على الانتقال الى المفاوضات المباشرة خاصة مع ضرب الحكومة الإسرائيلية بكل الشروط التى قدمها الجانب الفلسطينى عرض الحائط. كما كانت كل تصريحات المسؤولين بالجامعة العربية والسلطة الوطنية الفلسطينية، ومعظم أعضاء لجنة المبادرة تصب فى رفض الانتقال الى المفاوضات المباشرة، مما جعل قرار الموافقة على الانتقال بمثابة صدمة لكل المتابعين، خاصة أن الإعلان عنه جاء عقب دقائق من وصول سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى الى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية، عقب انتهاء الاجتماع، والذى جاء دون إعلان مسبق، مما جعل الجميع يربط بين هذه الزيارة وبين قرار الموافقة، ولم تتغير هذه النظرة حتى بالرغم من إعلان اللجنة أن سبب زيارة السفيرة الأمريكية هو استلام رسالة من اللجنة موجهة للرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأرجعت مصادر عربية مطلعة هذا القرار إلى الضغوط الأمريكية المكثفة التى مارستها الإدارة الأمريكية على الجانب الفلسطينى وعلى الأطراف العربية الأخرى، مؤكدة أن الاجتماع شهد خلافا كبيرا، بين أعضاء اللجنة، وخاصة من جانب سوريا التى اعترض مندوبها فى الجامعة العربية على هذا القرار، واعتبره نوعا من أنواع الخنوع، وإعطاء الشرعية للممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى. من ناحيتها أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئيس محمود عباس غادر الجامعة العربية عقب الاجتماع مباشرة دون أن يدلى بأية تصريحات نظرا لاعتراضه على قرار اللجنة. وقالت المصادر إن عباس كان يرفض الانتقال إلى المفاوضات غير المباشرة وكان يسعى أن يأتى هذا القرار من لجنة المبادرة العربية حتى تكون سندا له فى مواجهة الضغوط الأمريكية الكبيرة التى مورست عليه طوال الأسابيع الماضية، وبالتالى كان يريد الحصول على دعم الجامعة العربية بهذا الشأن. مشيرة إلى أن الجامعة العربية قلبت الطاولة فى وجه عباس، ووضعت الكرة فى ملعبه، حيث أعطته صلاحية تحديد الوقت الذى يبدأ فيه هذه المفاوضات، والى متى تستمر. وحول متطلبات بدء المفاوضات المباشرة التى تحملها الرسالة التى بعثتها اللجنة للرئيس الأمريكى قالت المصادر إنها لا تحمل جديدا حيث تحتوى على الشروط التى حددتها من قبل السلطة الفلسطينية للانتقال للمفاوضات المباشرة وهى وقف الاستيطان والاعتراف بحدود 67 وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والملف الأمنى. وكان رئيس اللجنة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى قال إن هناك موافقة من قبل لجنة مبادرة السلام على إعطاء الضوء الأخضر للرئيس محمود عباس، للدخول في المفاوضات مباشرة. وقال بن جاسم فى رده على سؤال فى المؤتمر الصحفي الذي عقد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فى ختام اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية حول ما اذا كانت لجنة المبادرة أعطت ضوءا أخضر للرئيس محمود عباس، للدخول في مفاوضات «مباشرة» لكن الموافقة بمفهوم بما سيناقش وكيفية المباحثات المباشرة، مع ترك تقدير الوقت للرئيس محمود عباس، عندما تهيأ الأجواء للبدء في هذه المباحثات.