مبالغ طائلة تجنيها الشركة السعودية للكهرباء من المشتركين، وأرباحها المعلنة للربع الثاني من هذا العام تجاوزت الألف مليون ريال بنمو بلغ حوالى 50%، وذلك نظرًا لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق. ولعل المواطن والمقيم ينظر في فاتورة الكهرباء ليرى المبلغ الكبير الذي جنته الشركة -وهو أمر طبيعي ناتج عن استهلاك كبير للطاقة في محاولة لإطفاء لهيب الحرارة، وتبريد الجو باستخدام أجهزة التكييف-. وبات الجميع يعاني من تلك المبالغ التي تُدفع بشكل شهري، والويل لمَن يتأخّر في التسديد! وهنا نرجو من الشركة أن تستغني عن بعض هذه الأرباح، وتعلن تسعيرة مخفّضة، خصوصًا في الصيف. نعم للربح المعقول، لكن ذلك يُفترض أن يكون مقابل خدمة متميزة ودائمة، لا يشوبها كدر، ولا يعكر صفوها خلل، باستخدام تقنية حديثة، ومولدات ذات جودة عالية، وأخرى بديلة في حال الخلل. ويبدو أن ذلك ليس راسخًا في أذهان القائمين على شركة الكهرباء الأعزّاء، فالانقطاعات المتكررة والمتوالية في كل مكان باتت السمة الأبرز للخدمة المقدّمة، وسكان بعض الأحياء يئنون جرّاء تلك الانقطاعات، ويتجرعون مرارة الحسرات، ويلتهبون بدرجات الحرارة المحرقات. في تصوّري أن الخدمة لا زالت تراوح مكانها، ولأسباب غير معلومة، والمسؤولون في منأى عن المعاناة؛ ولذلك تجد ردودهم باهتة باردة؛ (لأنهم تحت المكيفات)! وقد نشرت هذه الجريدة معاناة أحد أحياء جدة، وعند الاتصال بالمسؤول نفى علمه بالأمر، مع أن الانقطاع استمر لساعات طويلة!! ومؤخّرًا نشر جوال منطقة المدينة معاناة العديد من أحياء المدينة، وذكر أن المسؤولين لم يجيبوا على الاتصالات، وبالتالي لم تعرف الأسباب؛ ممّا يؤكد بُعدهم التام عن المعاناة. شخصيًّا عايشتُ قبل فترة انقطاعًا للتيار، واستغرق إصلاحه أكثر من عشر ساعات، بطرق بدائية للإصلاح، وعند السؤال قِيل إن ذلك نتج عن عطل في خط الضغط العالي، فطرحتُ سؤالا آخر: ألا يمكن استخدام محطات متنقلة، أو أجهزة بديلة إلى أن يتم الإصلاح؟ فلم يحر المسؤول جوابًا، ولم ينبس ببنت شفة! وإن تعجب فعجيبة هي التبريرات التي تذكرها الشركة أحيانًا، ومن آخرها (الانقطاع في العلا ناتج عن ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة)، ولاحظوا كلمة مفاجئ!! إنه قد حان الوقت لقيام مكاتب المحاماة برفع دعاوى قضائية ضد هذه الشركة الوحيدة -مع بالغ الأسف- فقد تسبب الانقطاع في إتلاف العديد من الأجهزة، وتضرر بسببه الكثير من المرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية الكهربائية، وهو ما يستدعي الوقوف بحزم ضد هذه الانقطاعات، ومساءلة القائمين على الشركة، والمطالبة بتعويضات مجزية لكل مَن تضرر، أو تسبب انقطاع التيار في تلف أجهزته. ومثل هذا الإجراء ربما يكون دافعًا للشركة لتحسين خدمتها، وتخفيض تسعيرتها، ومحفزًا لغيرها من الشركات التي التهمت ما في الجيوب وهي مليئة بالعيوب، فهل يتحقق ذلك؟ E mail:[email protected]