في تقديمه لكتاب “مختارات من القصة السلوفينية المعاصرة” يقول المترجم الدكتور أسامة القفاش: ربما قراء الكاتب البرازيلى «باولو كويلو» يعرفون سلوفينيا من خلال روايته «فيرونيكا تقرر أن تموت» التي تدور أحداثها فى لوبليانا عاصمة سلوفينيا، وربما يعرف المهتمون بالسياسة أن سلوفينيا هى إحدى جمهوريات يوغسلافيا السابقة، وان انفصالها السريع عام 1991 كان إيذانا باندلاع حروب البلقان التى استمرت فى سلوفينيا لمدة 10 أيام فقط، ولكنها استمرت فى باقى المناطق عدة سنوات، كما يعرف البعض من الاقتصاديين ان سلوفينيا من دول الاتحاد الاوروبى التي تصنف في عداد الدول الغنية المانحة بالرغم من حداثة دخولها الاتحاد الاوروبي.. لكن السؤال هل نعرف سلوفينيا حقا؟ يضيف المترجم القفاش موضحًا أن أفضل طريقة لمعرفة قوم عن بُعد تأتى من خلال الاحتكاك بثقافتهم وفنهم وأدبهم، وهو ما يقوم به هذا الكتاب الذى يترجم إلى العربية مختارات من القصة السلوفينية المعاصرة ذلك من اللغة السلوفينية مباشرة، وهى اللغة التي تنتمي لعائلة اللغات السلافية التي تضم أيضا الروسية والبلغارية والتشيكية والأوكرانية والبولندية وغيرها. تشير مقدمة الكتاب إلى الدور الكبير الذى لعبه الأدب والأديب السلوفيني في ترسيخ الوعي القومي والوطني عند الشعب السلوفيني، فقد كانت اللغة والأدب بمثابة الوسيلة الأساسية لتمايز السلوفيين كأمة سواء عن السلاف الآخرين كالصرب والكروات والبوسنيين، أو عن الأمم الأخرى المحيطة بهم مثل: الايطاليين والنمساويين والمجريين، كما لعب الأدب دورًا مهمًا فى مرحلة ما قبل الاستقلال، حيث يعتبر بعض المراقبين أن اتحاد الكتاب كان مقر الحركة المنادية بالاستقلال والمهد الذى ادى إلى ولادة جمهورية سلوفينيا. تضم المختارات “قصة على الحدود” للقاص «يانى فيرك» التي تنتمي إلى الواقعية الخشنة وتعنى بتفاصيل حياتية دقيقة. وقصة “نهاية التاريخ” التي يتخذ كاتبها القاص «ايفالد فليسار» من الواقعية السحرية الغرائيبية أسلوبا له وقصة “شكيلان” للقاص “ميلان كلتش” التى تميل إلى الرمزية، والقصة التاريخية “اثيوبكا” للقاص درا جو يانشار، وقصة «البن البرازيلي» لايجوربا توش وقصتي «خط احمر رفيع» و«الجيتار الكهربائي» لاندرية بلانتيك وهذه القصة كان يجب ان يكتبها سيمنون لما يانوفك و “ذكرى مشتركة” لفينكو مودر ندرفور «وكل شيء سيكون على ما يرام» لاندريه مورفيتش «والأرضيات» لاليش تشار.