* في بلادنا العديد من الكليات العسكرية مختلفة التخصصات، منها ما يقبل الدخول فيها بالمؤهلات الجامعية، والأخرى بالثانوية العامة، وفق شروط ومعايير دقيقة معينة. * كان الدخول في هذه الكليات في بداية النهضة ميسورا للراغبين فيها من الطلبة، بل كان بعض مسؤولي هذه الكليات يسارعون إلى بعض الجامعات والمعاهد العلمية لحجز حاجتهم من طلابها قبل تخرجهم، لان الطلب حينذاك أكثر من العرض؟ * ومع مرور الزمن وشمول النهضة المطردة أرجاء البلاد وكثرة خريجي الجامعات والثانوية العامة، ازداد عدد الطلاب الراغبين الالتحاق في تلك الكليات مما يستدعي التوسع في فتح الكليات العسكرية المتخصصة أسوة بجيوش العالم والتي يحتوي معظمها على تخصصات عديدة كالطب والهندسة بأنواعها وغير ذلك مما يحتاجه الجيش من التخصصات والشُّعب التقنية، لان الموجود منها حاليا هو مجرد دورات بسيطة غير تخصصية ولا تسد الحاجة من تلك التخصصات؟ وإضافة إلى المعايير والشروط الدقيقة الطلوب توافرها لراغبي الدخول في الكليات العسكرية من الطلاب وفي مقدمتها التقدير واختبار القدرات الذي اضيف إلى الشروط أخيراً وأصبح مطلبا أساسيا فيها. فانني أرى والرأي لله ثم للمسؤولين.. ان توجد الكليات العسكرية، شعبة مستقلة بمسمى (شعبة التأهيل العسكري) برسوم شهرية تكون في ميسور الطلبة على مختلف طبقاتهم ومستوياتهم مدة الدراسة فيها ثلاثة أشهر يمنح الطالب بعد اجتيازها شهادة تؤهله للتقدم للكلية العسكرية التي يرغبها؟ وتكون هذه الدورة ضمن الشروط المقررة ويفضل حاملها على غيره. * ولعل هناك من يسأل عن الجدوى من هذه الدورة التأهيلية طالما انه لن يعفى حاملها من شروط التقدم المقررة مبدئيا ومدة التدريب العسكرية التي يجتازها عند القبول وقبل الدراسة؟ فأقول: هذه الدورة شاملة وجامعة لسلوكيات الطالب ومناسبته للعسكرية وقوة صبره وحسن تعامله مع رؤسائه ومن حوله واكتشاف ميوله ومواهبه وهي في نظري أهم وأجدى من اختبار القدرات الذي يحتوي على أسئلة عامة بعيدة كل البعد عن مستوى الطلاب وقد لا يوفق فيها الا نسبة ضئيلة منهم وهي من مسببات تدني مجموع الطالب عند ضمها مع نسبة نجاحه في المؤهل وتكون من مسببات اخفاقه وتعثره في تحقيق النجاح في الجهة التي يتقدم بطلب العمل فيها. ولو دققنا في خريجي الكليات العسكرية وخاصة في السنوات الأخيرة.. لوجدنا ان كثيرا منهم كانوا بحاجة لمثل هذه الدورة. * هذه وجهة نظر أعرضها للمسؤولين في الكليات العسكرية فإن أصابت الهدف المأمول من ورائها فهو ما أرجو.. وان قصرت دون ذلك فحسبي أنها من قلب يهدف إلى الإصلاح والدعوة إليه ما استطاع وبالله التوفيق.