ربما يكشف اللغط الذي يدور حول قصيدة النثر عن جهل بمعطيات هذه (القصيدة ، الطفلة) القادمة بإشراق وقوّة إلى عالم شعرها الشبابي القوي. كلّ من ناقش قصيدة النثر ناقشها من خلال المفهوم القابع في ذهنه... وأقصد به «المفهوم الشعري» المترسّخ في ذهنه أقصد عرف ذهن الكثير بل عرف ذهن (الوعي الجماعي الشعري والنقدي العربي) عبر قرون طويلة.. عندما نتحدث عن قصيدة النثر ينبغي أن نقصي المفهوم الشعري ينبغي أن نتجرد من (الإيقاع) أول ما نتجرد.. قصيدة النثر لا تأتي من خلال (الشعر) إنما تأتي من حقل منافس له هو (النثر) بمعني أنها تفجير طاقات شعرية كامنة في النثر لقد كان التعبير أو المصطلح الإنجليزي قاصرًا في التعرف بقصيدة النثر فليس هو: (prose poem) وإنما هي من خلال المصطلح الأدق واللغة الفرنسية دومًا أدق في التعبير عن الأشياء من خلال المصطلح الفرنسي: (poeme en prose) قصيدة النثر لا تعوّل على الإيقاع وإنما تعّول على بدائل له؛ مثل: التصوير، والرمز، والمقارنة، ورسم المشهد الغرائبي الأقرب إلى “السيريالي” ...!!! الإحساس بقصيدة النثر والفهم لها قد يستغرق بعض الوقت، فإذا كانت أختها الوسطى: “قصيدة التفعيلة” قد كانت ولا زالت تعاني من قصور الفهم وانغلاق الأذهان «فقصيدة النثر» ينبغي أن تنتظر بعض الوقت لتقف في شموخ جنب أختيها: - الأخت الكبرى: القصيدة العمودية الأخت (العودة) التي يبدو أنها شاخت. - القصيدة الوسطى: قصيدة التفعيلة. ولمن يستنكرون مصطلح (قصيدة النثر) يقال لهم: إن النثر يعبق بالطاقات الشعرية فقصيدة النثر وبعملية بسيطة معناها: “شعرية النثر” ... والسلام.