أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في العاصمة الاوغندية كمبالا انه مستعد للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في رام الله او تل ابيب بعد الموافقة على مرجعية المفاوضات المباشرة. وقال عباس: «اوجه رسالة الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان علينا ان لا نضيع هذه الفرصة للسلام الشامل في المنطقة، وانا مستعد للقاء نتانياهو بعد الموافقة على مرجعية المفاوضات المباشرة في تل ابيب او رام الله او اي مكان اخر». واضاف الرئيس الفلسطيني الموجود في العاصمة الاوغندية لحضور قمة الاتحاد الافريقي التي تبدأ اليوم: “دائما نوجه رسائل الى الحكومة الاسرائيلية ونقول لها: إن مصلحة شعبينا وشعوب المنطقة هي حل الصراع، وان نقيم دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل تعيشان بأمن وسلام الى جانب بعضهما البعض”. وكان عباس ذكر الخميس الماضي بأن حدود العام 1967 كمرجعية للمفاوضات مع اسرائيل ووقف الاستيطان هما «التزامان وردا في خارطة الطريق»، مؤكدا ان الانتقال الى المفاوضات المباشرة رهن بتحقيق تقدم في هذين الموضوعين. إلى ذلك اعتبرت صحيفة هآرتس أمس أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط مرهون باستعادة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة ونجاح حكومة نتنياهو في تحييد المستوطنين المتعصبين الذين يسعون إلى “جرنا إلى حرب أهلية” على حد وصف الصحيقة. ورأت الصحيفة أن نتنياهو ارتكب خطأ سياسي لا يرتكبه أي رجل سياسي محنك عندما حدد موعدًا لنهاية تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، وهو نفس الخطأ الذي سبق وأن ارتكبه رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين عندما وعد أنه سيتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون 9-10 أشهر ، وهو ما جعل الرأي العام يتساءل عندما اقترب موعد هذا الاستحقاق دون أن يتحقق شيء : وأين هذا الاتفاق؟. وأضافت الصحيفة أن الشيء نفسه يحدث الآن مع (بيبي) ، فها هي مهلة العشرة أشهر التي حددها لتجميد الاستيطان (26/9/2010 ) توشك على الانتهاء حيث تتجه إليه الأنظار وتتعالى أصوات منتقديه بأنه قيد بهذا الالتزام حرية عمل بلاده، كما أن ما يعرف بالياشا (مجلس المستوطنين) لم يجعل الأمور سهلة أمامه عندما نشر مع بداية هذا الشهر إعلانًا على صفحة كاملة تحت عنوان «أعطى كلمته» تضمن صور سبعة وزراء مع تصريحاتهم الحادة اللهجة بأنه ليس ثمة فرصة لاستئناف البناء في نهاية فترة التجميد، مع صورة كبيرة وسط الإعلان لنتنياهو مرفق بها تصريحه بأنه يتعهد بأن ذلك التجميد مؤقت ولمرة واحدة. وأضافت الصحيفة أن الجميع أصبح يترقب موعد 26 سبتمبر ، فإذا استمر التجميد فإن حكومته ستسقط وفق ما يتوقعه المراقبون ، ولكن إذا ألغى التجميد فإنه سيدخل مرة أخرى مع مشاكل مع الولاياتالمتحدة.