ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخرًا من تنامي نشاط «القاعدة» في اليمن والعراق، وما رافق ذلك من زيادة مطّردة في محاولات التسلل والتهريب عبر حدودنا الشمالية والجنوبية، يكشف بجلاء عن حقيقة الجهد الكبير الذي تضطلع به أجهزتنا الأمنية الساهرة على حماية ترابنا الوطني من جهة، وعلى ضخامة عدد أولئك الذين يحاولون التسلل عبر تلك الحدود من ناحية أخرى، وهو ما سبق وأن كشفت عنه مصادرنا الأمنية في إبريل الماضي فيما يتعلق بمحاولات التسلل عبر حدودنا الجنوبية، عندما أعلنت في حينه عن وقفها 131 ألف متسلل خلال العام 2009، وحيث عكس هذا الرقم الكبير خطورة ما كان يحمله أولئك المتسللون من كمية ممنوعات ضخمة كانوا يحاولون تهريبها، لم تقتصر فقط على كميات الحشيش الكبيرة التي أمكن ضبطها، وإنما أيضًا الكميات المتفرقة التي تم ضبطها من المواد المخدرة الأخرى، إلى جانب الأسلحة المتنوعة والأموال المهربة، بما يؤكد على النوايا الخبيثة لأولئك المتسللين والمهربين الخارجين عن القانون. على الصعيد الآخر، فإن استغلال المهربين والمتسللين على حدودنا الشمالية الفترة الحالية التي يتم فيها بناء السياج الأمني على طول الحدود مع العراق الشقيق لبعض المناطق التي لم يكتمل فيها بناء السياج، لمحاولة النفاذ عبرها إلى الأراضي السعودية، هذه المحاولات تواجه بيقظة تامة من قواتنا الأمنية الساهرة على حراسة تراب الوطن من خلال الحملات الأمنية المكثفة التي تشنها، والدوريات النشطة التي لا تتوقف على مدار اليوم، إلى جانب نشر عشرات الكاميرات النهارية والليلية وأبراج المراقبة لوقف أي نوع من عمليات التهريب والتسلل سواءً عند حدودنا الشمالية أو الجنوبية. هذه الجهود وتلك الإجراءات تدعو إلى الاطمئنان بأن أمن الوطن مصون برعاية الله أولاً، ثم بتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- ويقظة عيون قواتنا الأمنية وقوات حرس الحدود من أبنائه المخلصين الذين يسهرون على أمنه وأمن المواطن، وصيانة مكتسباته ومنجزاته، وسلامة ترابه الوطني، والتصدي لهذا النوع من الإرهاب والجريمة المنظمة الذي يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.