نفى الفنان خالد عبدالرحمن في تصريح خاص ل “المدينة” انسحابه من الليلة الثانية لحفلات صيف جدة الغنائي، وقال: “أنا لم أنسحب.. فعند الساعة الواحدة والنصف وهو الوقت المحدد والمتفق عليه مع اللجنة المنظمة للمهرجان قمت بإنهاء وصلتي الغنائية والأخيرة وخرجت بسرعة بعد أن شاهدت الهجوم الجماهيري.. واعتقد البعض بأني انسحبت”. وأضاف خالد: “الشباب المسؤولون عن التنظيم كان من المفترض أن يكونوا أكثر تنظيماً من ذلك ولكنهم أدّوا الذي عليهم وشكراً لهم”. وحول الشاب الكفيف الذي اضطر إلى أن ينزل إليه خارج المسرح، قال: “نحن بشر والإنسانية لدينا مغروسة فينا كبني البشر وإن لم نرحم لا نُرحم.. لذلك أنا شاهدت ذلك الكفيف يأتي إليّ مسرعاً فاضطررت إلى أن أنزل إليه وأقبّل رأسه، ورفضت في نفس الوقت التعامل الشديد من قبل رجال الأمن له فلبّيت له جميع مطالبه وارتحت كثيراً بعد أن رأيته يعود إلى مكانه وهو سعيد”. من جهته علّق رئيس اللجنة المنظمة للحفل محمد قاري أن الفنان خالد عبدالرحمن لم ينسحب من الحفل وإنما أنهى وصلته الغنائية الأخيرة وبقي جزء بسيط منها بعد أن بدأت الجماهير بالاندفاع باتجاه المسرح وعندما شاهد خالد عبدالرحمن التدافع من الأمام والخلف بشكل مخيف خرج مسرعاً وتم تدارك الوضع بسرعة. وحول تصريح خالد بسوء التنظيم، رد قاري قائلاً: “بالعكس خالد اتصل بي وشكرنا على التنظيم ولكن عندما يندفع بعض الأشخاص بسرعة جنونية باتجاه المسرح كيف نستطيع أن نوقفهم.. هل نضع الفنان داخل سياج حديدي أم نضعه داخل صندوق من الزجاج حتى لا يمسه أحد.. هذا ليس من المعقول”. وأرجع قاري السبب في ذلك إلى الفنان خالد عبدالرحمن بقوله: أبو نايف هو من سمح للجماهير أن تتدافع إليه وتتجرأ بالصعود إلى المسرح بعد أن سمح لذلك الشاب الكفيف بالصعود للمسرح ورفض أن يُخرجه أحد وهي بداية الشرارة.. ولكن أؤكد لكم بأن خالد لم ينسحب وإنما كانت له وجهة نظر في صعود الجماهير للمسرح. هذا وكانت بداية الليلة الثانية من حفلات صيف جدة 31 مساء أمس الأول الخميس مع الفنان الشاب راكان والذي وُضع بجانب الفنان خالد عبدالرحمن وهو ما وصفه الكثيرون بالمغامرة الخطيرة، وبالفعل كانت مغامرة تجاوزها راكان بصعوبة بالغة بعد أن دخل إلى المسرح وسط صيحات الجماهير التي بادلته بترديد: “خالد.. خالد” إشارة إلى رغبتهم بالفنان خالد عبدالرحمن، فبدأ راكان وصلته الأولى بأغنية “يسعد مساكم” وكان يطالب الجماهير بين الحين والآخر بالتفاعل لكنه لم يجد شيئا من هذا القبيل، وتستمر الليلة والجماهير تنادي باسم خالد. ثم قدم راكان أغنيته الثانية “يا تغيب”، وبدأ بمحاولة جذب الجماهير بالتفاعل على خشبة المسرح وحاول أن يكثر من حركاته لكنه أيضاً قوبل باعتراض شديد وعدم رضا خصوصاً وأنه كان كثير الحركة على المسرح بصورة “غير مقبولة”، وقد حاول أن يتدارك الوضع عندما قال: “سيأتيكم خالد ولكن دعونا نسهر سوياً”، وأيضا لم يستجب الجمهور وقاموا بإعطائه ظهورهم في منظر استهجن منه الحضور ووصفوه بغير اللائق!. واستمرت الليلة بالأغنية الثالثة “يوم الاثنين” حتى وصل الرابعة “يا ريم وادي ثقيف”، لكن الجمهور لم يعره أي اهتمام، وعاد راكان مرة أخرى يطلب منهم الهدوء والإنصات ولكن “لا حياة لمن تنادي” وزادت الاعتراضات والمطالبة بخالد عبدالرحمن، وحاول راكان في أغنيته الخامسة إحداث جوّ من الحماس في أغنية “في البعد” وبعدها أغنية “ويلي” ولكن الأمور ازدادت سوءًا حتى قال لهم: “أنا آسف إن كنت أطلت عليكم وأنا من المعجبين كثيراً بالفنان خالد عبدالرحمن”، ولم يرق هذا الكلام للجماهير حتى اختتم راكان وصلته الأخيرة بأغنية “من قال” وخرج من المسرح وسط صيحات الجماهير المترقبة لدخول خالد عبدالرحمن. الصالة المغلقة والتي احتضنت الحفل لم تكن وقبل دخول خالد عبدالرحمن منذ البداية توحي بأن الليلة ستكون بالليلة العادية في ظل هدير الجماهير “المتوسطة” الحاضرة والانفلات التنظيمي الحاصل من قبلهم، فحضر خالد عبدالرحمن وهو يحيّي الجماهير الحاضرة وعند صعوده للمسرح اندفع باتجاهه أحد الشباب وهو كفيف مطالباً إياه أن يلتقط معه بعضاً من الصور والتوقيع على الفوتوغراف، فتدافع حرّاس الأمن والشرطة باتجاه ذلك الشاب إلا أن خالد منعهم ونزل إليه خارج المسرح وأخذ بيده حتى صعد على المسرح والتقط بعض الصور معه وقبّل رأسه عدة مرات وعندما حاول أحد حراس الأمن ابعاده اشتاط خالد عبدالرحمن غضباً وطالبه بعدم فعل ذلك وبعد انتهاء هذا الموقف هبّت عاصفة من التصفيق للأخلاق العالية التي يتمتع بها خالد عبدالرحمن. وقبل بداية الوصلة الأولى عاتب خالد عبدالرحمن الجماهير الحاضرة وقال: “أنتم دائماً تآزرون الفن والفنان السعودي والفنان راكان سعودي وكان من الواجب عليكم أن تقفوا بجانبه وتدعموه”. ثم بدأت الليلة بأغنية “سحر عينك”، وتبدأ “السلطنة” ويتواصل الإبداع بأغنية “يلي هواك محكوم” ويتبعها بأغنية “زين الذي منك ذكرتيني” وهي التي أشعلت لهيب الليلة وحركت الجمهور وتعالت صيحاتهم، ليعود الهدوء للقاعة مع الرائعة “تقوى الهجر” التي امتد غناؤها 7 دقائق تقريباً في جو هادئ، ويستمر الهدوء والرومانسية والليلة القمارية مع أغنية “حالمة”، ليشعلل بعدها الجمهور بأغنية “قف وناظر” وتمايل معها الجمهور بالرقص، ليتبعها بأغنية “أسمعيني”، وبعد أن لاحظ هدوء الجمهور كان لابد من إشعال القاعة مجدداً وتقديم احدى الأغاني الإيقاعية التي طالب بها الجمهور كثيراً لتكون أغنية “طوينا صفحة الماضي” ثم أغنية “يوم كنتي” وبعدها أمسك أبو نايف العود وتهدأ الصالة ويبدأ بغناء “ضيّعت الحبيب”، ليتبعها بأغنية “خلاص من حبكم يا زين عزلنا”، لتبدأ الجماهير بالتدافع باتجاه خشبة المسرح، وبعد أن لاحظ خالد عبدالرحمن ذلك خرج مسرعاً وبدا عليه الخوف قبل أن تنتهي وصلته بجزء بسيط.. ---- لقطات.. * حاول بعض الشباب الدخول إلى القاعة بطرق غير نظامية ولكن الأمن كان لهم بالمرصاد. * لا زالت معاناة الإعلاميين مستمرة مع حرّاس الأمن فقد شوهدت بعض الاحتكاكات مع الإعلاميين وسحب كاميرات بعض المصورين وقد مُنع دخول الإعلاميين للكواليس في ظاهرة لا نشاهدها إلا في جدة. * الجماهير الحاضرة قامت بأعمال غير لائقة عندما أداروا ظهورهم للفنان الشاب راكان وأطلقوا صيحات استهجان غير مقبولة على الإطلاق. * بدا الارتباك واضحاً على خالد عبدالرحمن منذ دخوله عندما كان يتلفّت يميناً ويساراً خوفاً من ظهور الجماهير على المسرح وهو ما صار بالفعل في نهاية الحفل. * أداء راكان “الراقص” على المسرح رفضه الكثير من النقّاد والمتابعين وطالبوه بعدم تكرار ذلك. * طالب الكثيرون من اللجنة المنظمة الدقة في اختيار حرّاس الأمن بعد أن شوهد بعضهم يتلفظ بألفاظ نابئة باتجاه الإعلاميين والمصورين.