بحضور أكثر من خمسة آلاف متفرج افتتح الفنان رابح صقر مساء أمس الأول الحفلات الغنائية لصيف جدة 31 بالصالة المغلقة في استاد الأمير عبدالله الفيصل وسط حضور أمني كبير، وتنظيم دقيق خالف ما كان متوقعًا وفقًا للمهرجانات السابقة، حيث جاء التنظيم في هذا الموسم على درجة كبيرة من الانضباط والدقة بقيادة رئيس اللجنة المنظمة محمد قاري والمتعهد للحفلات الملحن أحمد الفهد، اللذين أظهرا الحفل بشكل يليق بالزحف الجماهير الذي كان متوقعًا. وكانت الجماهير قد توافدت على الصالة منذ الساعة الثامنة مساءً، لتنفد تذاكر الحفل في وقت وجيز، مما حدا بالبعض إلى طرح تذاكر في «السوق السوداء» بلغت قيمة التذكرة الواحدة 1000 ريال، وهو ما يفوق ثلاثة أضعاف سعرها الرسمي البالغ 300 ريال، هذا التدافع الكبير مثّل ثيرمومترًا لقياس نجومية الفنان رابح صقر، الذي ما إن أطل على المسرح حتى تعالت الصيحات وضجت المدرجات بالتصفيق والترحيب بطرق مختلفة لم تخلُ من توتر وترقب لما سيقدمه «صقر».. وزاد صقر من ترقب الجماهير ولهفتها حين أعلن في بداية الحفل أنه سيقدم سهرة متميزة وذات طابع خاص “لا ينسى”.. في هذا الجو المترقب وعند الساعة الحادية عشرة على وجه التقريب حمل المذيع ياسر الشمراني بالإشارة للجميع معلنًا انطلاقة الحفل ليجيء التجاوب من الجمهور بما يشبه الصدى المتردد في المدرجات: «راااابح رااابح».. ليستمر لما يقارب الدقيقتين، مع مبادلة للتحية بمثلها من قبل الفنان رابح وهو على خشبة المسرح ممسكًا بعوده الجديد الذي يغني به ولأول مرة.. وبقيادة رئيس الفرقة «محمد أبو رايش»، مختتمًا برهة الترحيب بالجلوس على الكرسي المخصص له قائلًا: «أحبكم وشكرًا لحضوركم». الوصلة الأولى استهل صقر وصلته الأولى بأغنية «جزاه الله»، ليجد التفاعل الكبير من الجمهور الذي انسجم مع الأداء مكونًا دويتو مع الفنان، وهو يردد معه: جزاه الله لي عدى ولا سلم.. خطر يمشي بسيفه عالعرب مسلول الأغنية الثانية توقعها الجمهور على خلفية تقديم رابح لها بقوله: «أنا أحبكم والله أحبكم وربي لا يحرمني منكم وأنا تحت أمركم»، عندها أدرك الجمهور أن الأغنية القادمة هي «عشرة أشياء»، فتفاعل معها مثلما تفاعل مع التي سبقتها وراح يردد: حشا لولا عشر خصك بها ربي عن الباقين.. أبد ما كان من شافك تطيح الناس من عينه تفاعل الجمهور مع هذه الأغنية دفع برابح إلى الإشارة نحو الجمهور «برافو»، مطالبًا فرقته بالمواصلة تلبية لرغبة الجمهور.. صمت متحفّز أعقب أغنية «عشرة أشياء»، كما لو كان رابح يتحفّز لأمر ما.. وهو ما كان فعلًا حين شرع في القيام بأداء تقاسيم على عوده بشكل أذهل الجميع في أداء رائع وإيقاعات متميزة، هيّأت الجمهور لأغنيته الثالثة في الحفل «يحق لك»، ماضيًا في فضاء شدوه مردّدًا: يحق لك عاشرت غيري وسلاّك.. لا والله إلا بي نويت القطيعة في الوصلة الرابع استجاب رابح لطلب الجمهور فغنى له «عشيري» من كلمات الشاعر ساري، وفيها يقول: عشيري كل ما مريت هلاّ.. وحياني ولا عني تغلا وهكذا مضى الحفل، وصقر يتنقل بين أغنية وأخرى، مرضيًا اختياره تارة، ومستجيبًا لطلبات الجمهور تارة أخرى، فغنى «مجافي ليه وش صار خفوقي تستفزه» وهي من كلمات الأمير نواف بن فيصل وكانت بالفعل أغنية أطربت الجمهور الذي لم يجلس ثانية واحدة.. ثم أغنية «من أولها بدينا عناد.. أجل أشلون تاليها».. وفي أثناء أدائه لهذه الوصلة، أصبحت الجماهير تتمايل ممسكةً بالهواتف النقالة بشكل منظم وجميل.. ثم يعود رابح بإعطاء الجماهير بعضًا من هدوء الأعصاب ليغني لهم أغنية «كذا من ربي» والتي أهداها لكل الحضور.. ثم عاد صقر إلى قديمه بالتحديد مقدمًا أغنية «أقدم لك عذر»، فأشعل الحماس في المسرح وهو يردد: أقدملك عذر مني أنا أسف على أشواقي.. ولكن لك وعد مني قلبي عنك بخفيها الإيقاعات كانت راقصة ومحتدمة وقوية، وزاد من حماسه من فجّره صقر في الجمهور من مطالبة بالتفاعل.. بعد ذلك استأذن رابح جمهوره في راحة قصيرة لم تتجاوز الربع ساعة، ليعود بعدها معتذرًا عن التأخير، مقدمًا أغنية «تكلمنا» وهي من ألحان متعهد الحفل أحمد الفهد في أداء رائع ومتميز أجبر الجماهير الحاضرة على الجلوس في مقاعدها.. لتأتي الوصلة العاشرة.. ليبدأ أبو صقر بغناء أغنية «ياهلي» فنقلت هذه الأغنية الجماهير إلى جو جميل من الفرحة، فاختلط حماس الجمهور مع حركات رابح.. لم يتوقف إبداع الصقر وظل محلقًا وهو يشير إلى جماهيره الغفيرة التي تثبت بين الحين والآخر بأنها الأكثر حضورًا ويقدم لهم أغنية «ودعتك وقلبي معاك» التي غناها معه بطريقة وكأنهم قاموا بعمل بروفات عليها، وفجأة تتجه الأنظار باتجاه أحد المعاقين الذي يجلس على كرسيه الخاص وشوهد وهو لم يتمالك نفسه ليقوم بالرقص جالسًا تفاعلًا مع نجم الحفل.. لم يهدأ رابح وظل يطالب الجمهور بقوله «ما نبي نوم راح نقلع» وبالفعل تحولت الصالة إلى حماس منقطع النظير حيث قام بغناء «منتهى الرقة» واختلط الحابل بالنابل، حيث لم يهدأ الجمهور وأصبح يردد لوحده أغنية: أزعل عليك ألفين مرة من غلاك.. مليون مرة يوم تنكر غلطتك وفي ظل هذا الحماس، بدأت أغنية «يا نعمة النسيان» والتي بدأ رابح بإيقاع غربي وبالتحديد بإيقاع لأغنية مايكل جاكسون حيث كان أداؤه شبيها جدًا بأغنية جاكسون. ويصمم رابح على عدم الاسترخاء ويلبي طلبات الجماهير التي طالبته بغنائها، ووسط الحضور الكثيف اقتحم أحد الجماهير المسرح متوجهًا إلى رابح ولكن رجال الأمن تمكنوا من الإمساك به قبل الصعود للمسرح، وتوقف بعدها رابح محذرًا الجماهير بعدم الاقتراب من المسرح إذا ما أرادوه أن يستمر، واستمر بعدها بإكمال الأغنية.. ختام الحفل كان مع أغنية «شاب الشعر» ليزداد حماس الجمهور وتفاعله خاصة وأن رابح قد شارك ضابط الإيقاع أبورايش في الضرب معه على آلة «النقرزان».. ليخرج الجميع ممتلئين بنشوة توزعت أحاديث متفرقة بينهم وهم يخطون نحو دورهم.. لقطات * كان شعار رابح قبل دخوله للمسرح «لا توقف» وبالفعل لم يتوقف الحماس، ولم يهدأ الجمهور وأصبح الجمهور لا يرى أمامه في هذه الليلة إلا رابح، فالأشمغة قد تطايرت وأحد الجماهير مزق ثوبه تفاعلًا معه. * تواجد أمني كثيف ودقة في التفتيش على بناطيل «طيحني» والشعر الطويل حيث منع البعض من الدخول. * طالب رابح صقر الجماهير باحترام النظام والتزام الهدوء وعدم الصعود للمسرح. * اشتكت اللجنة المنظمة من «الواسطة» التي جعلت الكثيرين يدخلون بدون تذاكر حتى وصل العدد داخل الصالة ما يقارب الستة آلاف متفرج والذي كان من المفترض أن يكون خمسة آلاف كحد أقصى. * عانى الإعلاميون كثيرًا من عدم توفر بعض المقاعد الخاصة بهم ولكن تم تلافي الأمر من قبل رئيس اللجنة المنظمة محمد قاري. * تزاحم الجمهور تسبب في سقوط أحد الجماهير من الأعلى لكنه لم يصب إصابة بالغة غير بعض الخدوش. * الإعلاميون وجدوا تعاملًا راقيًا من متعهد الحفل الملحن أحمد الفهد.