الأستاذ محمد عبدالله المنصوري كتب لي في رسالة sms يقول فيها: “شاهدت استقبال الأرجنتينيين للمنتخب المهزوم والمدرب ماردونا، فكانت دهشتي أكبر من أن توصف حيث كانت الحفاوة تشبه استقبال الفائزين”، وطلب مني أن اكتبها في مقال، ولكم أن تتصوروا حين يحكم قارئ قوي على كاتب ضعيف بأن يكتب ما يراه هو مهمًا، وأراه أنا أهم حيث الرياضة اليوم هي الحدث والأحاديث، هي الجنون وهي الفنون وهي وهي إلى أن تنتهي هي وأبقى أكتب أجمل ما سمعته في قرار عن مجلس الوزراء يتضمن السماح للأندية بإنشاء الأكاديميات الرياضية، وهو قرار فيه من الحكمة ما يهم العصر والأجيال، ويوفر على الأندية في المستقبل ملايين الريالات التي تذهب في جيوب تماسيح يأكلون ويكبرون على حساب الوطن، ويشيخون مبكرًا، ويلعبون بمزاجية والخاسر الوطن؛ لأن مثل هؤلاء يستحيل أن يمنحوك سوى الدموع التي أغرقتنا، وحاصرت كل أحلامنا في الوصول للبطولات قبل كأس العالم، والأمر يختلف بالنسبة للأرجنتينيين حين استقبلوا فريقهم بطريقة مختلفة، وبمشاعر غير ذلك؛ لأن فريقهم غير في كل شيء منتخبهم الذي حقق لهم بطولة كأس العالم مرتين، الرائع في الفوز، والمختلف حتى في الهزيمة التي جاءت بالغصب، وللمنتخب الأرجننتيني تاريخ مشرف مع إنجازات رياضية ومن حقهم أن يواسوه ويطبطبوا على جروحه؛ لكيلا تكون الصدمة بسبب الهزيمة لها تأثير نفسي على المنتخب في المستقبل. الرياضة هناك حياة أو موت، الرياضة هناك مشاعر وطنية عارمة، وفن راقٍ شد كل الناس بما فيهم صديقي محمد الذي لم تكن اهتماماته رياضية ولا اهتماماتي أنا، وكلانا ينتمي لفرسان، وله مع الفقر حكاية في زمن كان فيه الرغيف الصيد الثمين، يوم كنا نشرب نحن والحمير من بركة واحدة، وكانت صحتنا حديد ليس بسبب الرياضة، بل بسبب المناعة التي اكتسبناها من الحياة الوسخة؛ لتصبح بطوننا مقابر للفيروسات التي تموت بمجرد دخولها من الفم، وأخي محمد كونه مسؤولًا كبيرًا بصحة جازان يعرف الفرق بين جيل الأمس واليوم، محمد ذا الزميل الذي يقول لي اليوم: “اكتب عن استقبال الأرجنتين لفريقهم”. وبالأمس كنا معًا لا نعرف الكرة ولا قوانينها، وبرغم مرارة تلك الأيام إلا أنها صنعت منه مسؤولًا كبيرًا في وزارة الصحة، ومثله الكثير الذين لهم في عين الوطن مكانة ومهمات جسام، وأظنه يريدنا أن نفعل مع منتخبنا ما فعله الأرجنتينيون مع منتخبهم، ربما يا صديقي يكون ذلك في القادم الأجمل الذي سيحققه القرار الحاسم بالسماح للأندية ببناء الأكاديميات، وأسأل الله أن يبلغنا ذلك اليوم لنشهد الفرحة ونغني للوطن. خاتمة الهمزة، الأفكار الخالدة هي بدور الفرح التي يستحيل أن تموت، ففكرة السماح للأندية بإنشاء الأكاديميات الرياضية هي بناء رياضة قوية في سعودية الغد الآتي. هذه خاتمتي ودمتم.