أكد مؤتمر دولي انعقد أمس في كابول، دعمه لهدف الرئيس الافغاني حميد كرزاي وهو تولي القوات الافغانية مسؤولية الامن في افغانستان بحلول نهاية 2014. وهو الأمر الذي اعتبرته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ب"المهم جدا بحيث لا يمكن تأجيله الى ما لانهاية". فيما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس لاذاعة "ان بي آر" الامريكية العامة ان هدف نقل السلطة الامنية الى القوات الافغانية في 2014 "واقعي". واكد البيان الختامي دعمه ل «خطة المصالحة» مع طالبان التي اطلقها الرئيس الافغاني، فيما شدد على ضرورة مرور نصف المساعدات الدولية المخصصة لافغانستان والمقدرة بمليارات الدولارات عبر ميزانية الحكومة الافغانية. وكتب ممثلو سبعين دولة مانحة ومنظمات دولية اجتمعوا في كابول "ان المشاركين يرحبون ويدعمون مبدأ البرنامج من اجل السلام والمصالحة في افغانستان المفتوح امام جميع الافغان في المعارضة المسلحة (...) الذين ينبذون العنف وليسوا مرتبطين بمنظمات ارهابية دولية ويحترمون الدستور". وقال البيان ان "الاسرة الدولية تعبر عن دعمها لهدف رئيس افغانستان الذي يقضي بتسلم القوات المسلحة الوطنية الافغانية وقايدة العمليات العسكرية في كل الولايات بحلول 2014". وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي أكد أمس في المؤتمر "تصميمه" على ان تتولى حكومته مسؤولية امن البلاد بحلول 2014 كما طالب باشراف اكبر على نفقات المساعدة الدولية. وقال كرزاي في خطابه الافتتاحي "ما زلت مصمما على ان تكون قواتنا الامنية الوطنية الافغانية مسؤولة عن جميع العمليات العسكرية والامنية في البلاد بحلول العام 2014". وعبر الرئيس الافغاني عن امله في التوصل "خلال الاشهر المقبلة" الى "اتفاق حول اجراءات هذا الانتقال" مع حلفائنا الدوليين. ورحب كرزاي ب"التقدم" الذي احرزته على حد قوله القوات الامنية الافغانية بمكوناتها الثلاثة (الجيش والشرطة والاستخبارات). واوضح "ان هدفنا هو تحويل هذه المكونات الثلاثة الى مؤسسات وطنية جديرة بالثقة" قادرة على "ضمان الامن ووحدة وسلامة البلاد". وينتشر حاليا حوالى 140 الف جندي من القوات الدولية، ثلثهم من الامريكيين، في افغانستان لدعم القوات الافغانية في مواجهة تمرد طالبان التي لم تكف عن تحقيق مكاسب على الارض منذ اربع سنوات. من جهته، اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون العملية الانتقالية "مهمة جدا بحيث لا يمكن تأجيلها الى ما لانهاية". واضافت كلينتون في خطابها امام المؤتمر "ان هذا الموعد هو بداية مرحلة جديدة وليس نهاية تدخلنا"، مؤكدة "ليس لدينا اي نية في التخلي عن مهمتنا الطويلة الامد الرامية الى قيام افغانستان مستقرة، آمنة وسلمية". واكدت كلينتون "لقد احرزنا تقدما" قبل ان تذكر حكومة الرئيس حميد كرزاي بانه ما زال هناك "الكثير من العمل" للقيام به بدءا بمحاربة الفساد. واشارت كلينتون ايضا الى "تقدم ايجابي" في العملية الرامية الى استيعاب "المتمردين المستعدين للسلام" وهي خطة كانت الولاياتالمتحدة حذرة بشأنها لفترة طويلة قبل ان تنضم اليها تدريجيا. وقالت ان التقدم سيكون ممكنا في حال وافق المتمردون على "اعادة ادماجهم والمصالحة من خلال نبذ العنف والقاعدة (المتحالفة مع طالبان) والموافقة على احترام الدستور وقوانين افغانستان". من جهة اخرى، اضطر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرا خارجية السويد والدنمارك الى تأخير وصولهم الى كابول بعد ان كان مقررا ليل الاثنين الثلاثاء بسبب اطلاق صواريخ قرب المطار، بحسب ما اعلن الوزيران.