إضاءة: كيوبيد: طفل السهام والجناح.. ابن الإلهة فينوس.. تنتلوس: كلما دنت منه الثمار أبعدتها منه الريح. نرسيس: عشق ظله. كرةٌ مدوَّرةٌ صغيرةْ! هي هذه الأرض التي تلهو بنا.. تتقاذف الأرواح في أمواجها.. فتغور فيها كالشهاب.. تُجرِّح الأجساد.. تلسعها بألسنة مسننةٍِ وقهقهة مريرةْ.. كرةٌ صغيرةْ نصفٌ كقلب الطفل إذ يشقى.. ونصفٌ كالسعادة في فؤاد الأشيَبِ.. والأرض بين صوالج الأقدار ليست غير سخريةِ المحيط الأرحبِ! كرةٌ.. تَقاذفُها عيون اللاعبين.. عينٌ.. تُطيع النية الثملى وتعصي ما سواها.. أخرى.. كأن لظى كَواها.. أخرى.. كأن مدلِّسًا خِبًّا رواها.. أخرى .. وأخرى... والعناكب تنسج الأوهام للصياد.. يا أسماكُ.. في قاع المحيط مخابئٌ.. فاستدرجي طُعم الخديعة.. واملئي شِدْقَ الشِّباك.. فليس تُعْوِز أوهنَ الأسرار أسماكٌ تدلَّت في الشباك! يا (تَنْتَلوس..) أوَ ما تعبتَ من الثمار ومن غصون الوهم.. خَفَّتْ وهي مُثقلة الجنى في مزحة الريح الثقيلةْ؟! يا ظل (نرسيس) امنح الظمآن من هذا السراب.. وكن إلى السلوى دليلَه.. أين (السهام)؟! تعبَ الرُّماة.. وغابة الظلماء تذرعهم سنينًا وهي تبحث تحت أنقاض الهواجس عن أثر!! ها قد وجدنا ظل شيء يشبه اللمعان.. لا.. هذي دماء الأرض يحسبها المغفل نبع ماء! أوَ ما علمتم أن مملكة السماء تَقاتلت.. فَجَرت على الشهداء أنهارٌ ووديانٌ وبحرٌ من دموع الأمهات؟! عودوا.. ابحثوا في الغابة الأخرى.. فسخرية ابتسام العاشقين هنا.. وليس سوى ابتسام العاشقين!! كرةٌ صغيرةْ.. ومتاهة الرَّوَغان فيها تُلفت الأنظار ثانيتين نحو البؤبؤ المائيَّ ثم تُحيلها عمياء كالسَّكْرى.. تلوبْ.. عودوا إذن للصحوة الأولى.. فبعض الهاربين تقودهم للسجنِ نزوةُ عودةٍ لمَلاعب العهد القديم.. تشتدُّ سخرية المتاهةِ.. ليس هذا ما نريدْ.. لا تعجلوا هَمَس الرئيس أشُمُّ رائحة الحديدْ ! هل من مزيد؟! أوَ ليس يكفي أن تهبَّ النسمة الرعناء كي تقِفوا على أمرٍ جديدْ؟ شوطٌ !! ويفنى الحائرون.. وتختفي الرغباتُ.. مثل السحر.. والكرة المدوّرة الصغيرة في جيب (فينوس) استقرّتْ.. ويح هذا الطفل! هل يقوى على غضب الإلهةِ؟! أخرِجوهُ قبل أن تهوي الجبال.. وتبصق الأرض الجحيم وتسقط الأنواء.. يا شمس اهدئي فالطفل مُتَّشح بأجنحة الرضا.. والغابة الفردوس تحرسها ملائكة القلوب.. باسم الشموعْ.. لا تُغرقوا الكرة الصغيرة في الدموعْ! باسم الدموع.. لا تُحرقوا الكرة المدورة الصغيرة بالشموعْ !.