يكتسب المؤتمر الدولي للمانحين من أجل أفغانستان الذي يعقد في كابول غدًا بمشاركة 70 ممثلاً دوليًا بمن فيهم 40 وزيرا للخارجية بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أهميته كونه يأتي بعد أيام قليلة من تسلم الجنرال ديفيد بتريوس مهام منصبه قائدًا للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان خلفًا للجنرال ستانلي كريستال وحيث يعتقد أن توفير أجواء تضمن أمن كابول العاصمة خلال المؤتمر يعتبر الاختبار الأول الذي سيحكم على مدى نجاحه في مهمته الجديدة في أفغانستان، وبالتالي إمكانية الانسحاب من البلاد في العام المقبل، وهي مهمة ليست سهلة بالطبع، خاصة في ظل التفجيرات التي سبقت عقد المؤتمر وأدت إلى مقتل 8 جنود أمريكيين و14 مدنيًا و3 من قوات الأمن الأفغانية يوم الخميس الماضي إثر تفجيرات شملت أنحاء متفرقة من أفغانستان، وأيضًا التفجيرات التي شهدتها كابل أمس عشية انعقاد المؤتمر وأدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 35 بجروح إثر اعتداء نفذه انتحاري. كما يجيء المؤتمر بعد قرابة شهر من جيرغا السلام في كابول الذي منح الرئيس كارازاي الضوء الأخضر للتفاوض مع عناصر طالبان، وبعد بضعة أيام فقط من موافقة الإدارة الأمريكية على شطب ما أسمتهم عناصر الاعتدال في طالبان من قائمة الإرهابيين بناءً على طلب الرئيس كارازاي الذي يحاول إعادة دمج مسلحي طالبان في المجتمع وإعادة تأهيلهم ليكونوا مواطنين صالحين يساهمون في بناء بلادهم، وبما اعتبره المراقبون بأنه خطوة هامة على صعيد إعادة الأمن والاستقرار والإعمار في أفغانستان. التحدي الأمني ليس المشكلة الوحيدة التي تعاني منها أفغانستان، فهناك إلى جانب الفقر والفساد، مزارع الخشخاش التي يسيطر عليها بارونات الحرب في أفغانستان التي تعتبر المنتج الأكبر لهذا النوع من المخدرات على المستوى العالمي، وهو ما يتطلب جهدًا كبيرًا من قبل الحكومة والشعب من أجل التغلب على هذه العقبات والنهوض بأفغانستان إصلاحًا وتطويرًا وإعمارًا، والعبور به إلى المستقبل الذي يوفر الأمن والاستقرار والرخاء للشعب الأفغاني الذي عانى طويلاً من ويلات الحروب والاحتلال والتخلف.