يعتبر السحر أحد اخطر القضايا الاجتماعية الشائكة والمثيرة للجدل ففي حين اعتبره البعض خرافة وانكر وجوده واستخف به وبمن ابتلي به الا ان الكثير من آمن بوجوده مستندين في ذلك على الكتاب والسنة اللذين حسما حقيقة وجوده منذ اكثر من 14 قرناً قال تعالى( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) وورد في الحديث ان سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سُحر من عاصم بن لبيد اليهودي في مشط ومشاطه ورقاه جبريل عليه السلام بعد ان تم استخراج السحر من أحد الابار والسحر هو عمل خفي يقوم به الساحر لتحقيق هدف ما ممن يراده سحره ويستعين في تحقيق ذلك بالجن الذي يتسلل الى جسد المسحور فيلغي شخصيته تماماً ويشل قدراته العقلية ويصبح الجن الممسك وحده بزمام الامور فيرى المسحور العجب العجاب دون ان يستطيع تحريك ساكن قال تعالى(كالذي يتخبطه الشيطان من المس) البقرة. وللأسف فقد انتشر السحر في مجتمعنا في الآونة الاخيرة انتشاراً مخيفاً ساهم في ذلك كثرة العمالة الوافدة خاصة من ادغال افريقيا وشرق آسيا كما اسهمت قنوات السحر الفضائية من انتشار هذه الظاهرة ويبقى لضعف الوازع الديني والجهل الدور الرئيسي في انتشار السحر - وقد كان ولا يزال لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وللجنة مكافحة السحر جهود جبارة في القبض على كثير من السحرة ويكفي ان نعلم انه قد تم القبض على اكثر من 200 ساحر خلال السنوات الثلاث الاخيرة في طيبة الطيبة وحدها ورغم الصحوة المتأخرة وادراك خطورة تلك الآفة والتصدي لها الا ان محور القضية والخاسر الوحيد فيها لا زال مهمشاً الا وهو من ابتلى بهذا الداء فترك وحيداً يواجه مصيره الجديد دون معرفة أو توجيه فسلم نفسه طواعية الى من يعرف باسم الرقاة الشرعيين الذين استغلوا الموقف أسوأ استغلال (إلا من رحم ربي) فتفننوا في الاصطياد في الماء العكر وراحوا يبتزون الناس ويتاجرون في مصائبهم بطريقة غلفت من قبلهم ببعض الشرعية في واقع مرير يجسد هيمنة الطمع باحقر صورة ضاربين بالقيم والاخلاق والمثل عرض الحائط دون حسيب او رقيب - وراح المسحور يصارع في كل اتجاه بحثاً عن طوق نجاة وبدلاً من ان تحل مصيبته اصبحت المصيبة مصيبتين. لذا فإني عبر جريدة المدينة اناشد هيئة كبار العلماء بأن يتم تحديد ضوابط للرقاة الشرعيين تحت اشراف مباشر من الهيئة والقيام بانشاء دور للرقية الشرعية في جميع المناطق على غرار دار الرقية الشرعية في جميع المناطق على غرار دار الرقية الشرعية في مكةالمكرمة والاهم من ذلك هو الوقوف بجانب من ابتلى بالسحر وحل المشكلات العظيمة التي تواجههم نتيجة لهذا الداء وسن التشريعات التي تحفظ حقوقهم فقد هدم السحر بيوتاً وشتت عائلات ويتم اطفالاً وسلب ممتلكات وجن الكثير دون ذنب او إثم سوى انهم وقعوا ضحية للسحر وكلي أمل ان يجد ندائي هذا اهتماماً من هيئة كبار العلماء فالقضية كبيرة ومن ابتلى بالسحر امانة ليس لهم بعد الله سواكم ومصيبتهم اكبر بكثير من ان يستوعبها خيال البشر. بندر رجا الله الحجوري - املج