أعلنت مصادر أمنية أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 44 آخرون على الأقل بجروح في انفجار يشتبه في أنه نجم عن تفجير انتحاري وقع في شارع مزدحم قرب محطة للحافلات في منطقة سوات شمال غربي باكستان أمس. ووقع الانفجار في مينجورا كبرى مدن منطقة سوات الجبلية التي يشن فيها الجيش عمليات قتالية تستهدف مسلحي طالبان منذ مارس من العام الماضي. وقال غازي جميل قائد شرطة المنطقة :"يبدو أن السبب تفجير انتحاري ، ولن نعطي رأيا نهائيا إلا بعد انتهاء التحقيقات الأولية"، وقال مسؤول طبي في مستشفى قريب إن من بين القتلى سيدة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية تناثر مركبات محترقة في الشارع وعمال إنقاذ ينقلون الضحايا والمصابين. وتقع سوات على مسافة 140 كيلومترا شمال غرب إسلام آباد في إقليم خيبر بختون خوا المضطرب، وكان وادي سوات في الماضي منطقة جذب سياحي شهيرة. وكان الآلاف من القوات الباكستانية قد دخلوا المنطقة في مارس من العام الماضي لاستعادة السيطرة عليها من حركة طالبان. ودارت معارك ضارية بين الجانبين أدت إلى نزوح قرابة المليوني شخص إلى جانب مقتل المئات من مسلحي طالبان وقوات الجيش، ورغم إعلان باكستان انتصارها على المتمردين الإسلاميين في سوات، إلا أن ثم هجمات تقع بين الحين والآخر تستهدف المدنيين والمسؤولين. وأتى انفجار أمس بينما يحتفل سكان المنطقة بمهرجان تم تنظيمه بهدف إحياء صناعة السياحة إلى المنطقة، وهو المهرجان الذي جذب المئات من السائحين من أنحاء متفرقة من العالم. ويتزامن الانفجار مع عقد وزير الخارجية الهندي إس إم كريشنا اجتماعا مع نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي في إسلام آباد، وهي المحادثات الثالثة على مستوى رفيع في ستة أشهر واللقاء الأول بين وزيري الخارجية منذ قيام عشرة مسلحين باكستانين بقتل 166 شخصًا في هجوم استمر ستين ساعة واستهدف بومباي العاصمة الاقتصادية للهند قبل عامين.. ومن المرجح أن تطغى على جدول الأعمال مخاوف الهند الإرهاب والعنف في كشمير الخاضعة لإدارة الهند والمنافسة في أفغانستان والادعاءات بوقوف الاستخبارات الباكستانية وراء اعتداءات 2008. وتصافح وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا ونظيره الباكستاني شاه محمود قريشي قبل بدء المحادثات في وزارة الخارجية الباكستانية التي تقع في "المنطقة الحمراء" الأمنية التي تضم مباني حكومية وعددا من الممثليات الدبلوماسية في وسط اسلام اباد. وطغى على الاجتماع تعليقات نسبتها صحيفة هندية الى ج. ك. بيلاي المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الداخلية اتهم فيها الاستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء اعتداءات بومباي، واتهمت الهند والولاياتالمتحدة مجموعة عسكر طيبة الاسلامية الباكستانية بالوقوف وراء الاعتداء. واقرت باكستان بأن التخطيط للاعتداءات تم في قسم منه على أراضيها، وأن محكمة لمكافحة الإرهاب وجهت تهما إلى سبعة مشتبه بهم على علاقة بالاعتداءات، بمن فيهم الرأس المدبر للهجمات زكي الرحمن لخوي، ودعت الصحف الهندية وزير الخارجية إلى عرض أدلة جديدة تثبت تورط الاستخبارات الباكستانية في الاعتداءات. وقال بيلاي لصحيفة "انديان اكسبرس" إن مدى تورط الاستخبارات الباكستانية أصبح واضحا بعد استجواب مشتبه به موقوف في الولاياتالمتحدة هو ديفيد هيدلي. وأوقف هيدلي الأمريكي الجنسية ونجل دبلوماسي باكستاني سابق وأم أمريكية في شيكاغو العام الماضي وأقر بذنبه في استطلاع فنادق ومواقع غيرها في بومباي استهدفت في الاعتداءات، وكتبت صحيفة "هندستان تايمز" على صدر صفحتها الأولى "وزير الخارجية س. م. كريشنا سيفحم باكستان بواسطة ديفيد هيدلي". ومع أن الهدف النهائي من المحادثات هو استئناف مفاوضات السلام، إلا أن المحللين يشككون في أن يؤدي اللقاء إلى اتفاق ملموس يتجاوز إجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تزيل انعدام الثقة المستمر منذ سنين. ونقل كريشنا الأربعاء رسالة "سلام وصداقة" لكنه دعا إسلام أباد إلى التصرف بحزم إزاء الإرهاب، مشددًا على "ضرورة اجتثاث سرطان الإرهاب من أصله"، وقد يسمح اللقاء باستمرار التحسن الطفيف في العلاقات الذي بدأ في نيسان/ابريل إثر لقاء رئيسي وزراء البلدين على هامش مؤتمر إقليمي في بوتان. وقد شجع حلفاؤهما الغربيون هذا التقارب بدءًا من الولاياتالمتحدة التي لا ترغب في تأجيج التوتر بين الهند وباكستان في وقت تواجه فيه واشنطن صعوبات في المنطقة ولا سيما في أفغانستان، وتحث باكستان على فعل المزيد في محاربة المتمردين الطالبان.