توقع خبير بلجيكي في علم الاجتماع والإحصاء أن يشكِّل المسلمون غالبية سكان العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال العشرين سنة القادمة إذا تواصلت وتيرة الهجرة ومعدل المواليد في صفوف سكانها من أصول مسلمة. وقال الخبير البلجيكي أوليفي سرفي: “إذا تواصل المعدل الحالي للهجرة والمواليد في أوساط المهاجرين المسلمين كما هو عليه الآن، فإننا وفي غضون ال15 أو ال20 سنة القادمة سنشهد غالبية مسلمة في بروكسل، وخاصة أنها أصبحت مدينة جذب للمهاجرين لأهميتها الاقتصادية والسياسية، ويبلغ متوسط عدد أفراد الأسرة بالعاصمة بروكسل 3 أفراد، مقابل ما بين 4 و5 أفراد بالنسبة للعائلات من أصول مسلمة مهاجرة”. ويواصل سرفي قائلًا: “المهاجرين المسلمين يرتبط لديهم الانتماء العرقي بالانتماء الديني؛ وهم شديدو التمسك بمعتقداتهم وعباداتهم بخلاف بقية السكان الذين تشهد مسألة الانتماء الديني لديهم اضمحلالًا تدريجيًّا، لكن هذا التغيير الديموغرافي المتوقع في العشرين سنة القادمة، بحسب الخبير البلجيكي لا يوازيه استعداد كافٍ لدى المؤسسات البلجيكية، وخاصة أمام الأزمة التي تشهدها تنفيذية مسلمي بلجيكا (الممثل الرسمي لمسلمي بلجيكا) التي تواجه تهديدات بالحل، خاصة بعد الاتهامات التي وجهها القضاء البلجيكي لبعض أعضائها بسوء التصرف المالي، ودفعت هذه الأزمة رئيسها ونائبه في الأسابيع الأخيرة إلى الاستقالة من منصبيهما. وفيما يتوقع أن يتم حل التنفيذية نهائيًّا برزت مبادرات عديدة من قبل شخصيات ومنظمات مسلمة أخرى من أجل إيجاد هيكل جديد لها”. وتأسست "تنفيذية مسلمي بلجيكا" سنة 1998، وتتلقى ما مقداره 1.18 مليون يورو سنويًّا من الحكومة، وتشرف على التنفيذية وزارة العدل البلجيكية باعتبارها الجهة المخولة بإدارة شئون الأديان ببلجيكا. وطبقًا لاستطلاع تم إجراؤه مؤخرًا بلفيان البلجيكية فإن 46.9% من سكان بروكسل قالوا: إنهم مسيحيون، وإن 12% من سكان المدينة قالوا: إنهم مسلمون، فيما قال الباقي: إنهم بلا ديانة، وتضم العاصمة البلجيكية طبقًا لآخر إحصاء للسكان لسنة 2006م حوالي مليون نسمة يشكل المسلمون ثلث سكانها تقريبًا. ويبلغ عدد المسلمين في أنحاء بلجيكا حوالي نصف مليون نسمة. وتأتي توقعات الخبير البلجيكي في الوقت الذي تزايدت فيه الاستطلاعات والدراسات التي تتحدث عن تزايد أعداد المسلمين في أوروبا، الأمر الذي تستغله العديد من المنظمات اليمينية للتخويف من الإسلام والخطر الديموغرافي للمسلمين. وبحسب تقارير صحفية فإن بلجيكا تشهد أعلى معدلات اعتناق الإسلام بأوروبا حيث بلغ عدد المعتنقين للإسلام 40 ألف شخص خلال الأعوام القليلة الماضية، وكانت مؤسسة يهودية أمريكية كبرى قد أعربت في دراسة لها عن قلقها من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا، باعتباره تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة، ومن شأنه تقويض مسيحية أوروبا، حيث ينذر بتحول القارة إلى قارة مسلمة. وترى الدراسة أن هذا المعدل البطيء يفرض على أوروبا أن تجلب مهاجرين من خارجها؛ مما يؤدي إلى زيادة أعداد المسلمين، ويقدر عدد مسلمي أوروبا بنحو 53 مليون نسمة، يعيش 16% منهم في دول الاتحاد الأوروبي ال25، بحسب دراسة ألمانية حديثة. وتعد بروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي حيث تحتوي على المقر الرسمي للاتحاد وكل مؤسساته التابعة له، وتم الاعتراف رسميًا بالإسلام في بلجيكا منذ العام 1974م بمقتضى مرسوم ملكي، أما أقدم مساجد بلجيكا فهو المركز الإسلامي ببروكسل الذي تأسس سنة 1968، وتضم بلجيكا في الوقت الحالي 290 مسجدًا.