تلجأ الكثيرات من النساء الى العمل في مهن شاقة،وبصورة خاصة النساء اللواتي يسكن في القرى والمناطق النائية، ومن هذه المهن العمل في معامل القير أو في مساطر النساء(تجمعات خاصة بعمال البناء)التي بدأت تستقطب الكثيرات من الاميات والنساء اللواتي ينحدرن من طبقات أجتماعية متواضعة. وتروي أم خالد (51) عاما وهي احدى النساء اللواتي يعملن في تشييد المنازل كيف انها تستيقظ في الصباح الباكر وتلتهم بعض بقايا الخبز من اليوم السابق مع قدح الشاي قبل مغادرتها المنزل، وتقول وهي تقلب يديها السمراوين وقد بدت اصابعها اسمك بكثير من اصابع امرأة بعمرها وبمثل بنيتها ان "الحياة اكثر صعوبة لكنني مضطرة للعمل كي اعيل اطفالي بعد وفاة والدهم بمرض السرطان فاشقائي مشغولون بمسؤولياتهم وحياتهم الخاصة".وتعترف أم خالد بأن العمل في تشييد المنازل يحتاج الى قوة مضاعفة وان بنيتها الضعيفة لا تحتمل التعب، وهي تتعرض للاغماء في احيان كثيرة بسبب الاجهاد وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، سيما انها تتناول وجبة صغيرة وبسيطة من طعام الغداء تأخذه معها من البيت. وتؤكد ان عشرات النساء يتجمعن يوميا في المساطر بين أرامل ومطلقات ومهجرات وفتيات دون العشرين يفترشن ساحة المسطر في ساعة مبكرة من صباح كل يوم في انتظارمن يأتي ليأخذهن إلى العمل طوال ساعات النهار. وتعمل بعض النساء مع متعهدين يقومون بإيقاف سياراتهم عند مسطر النساء وانتقاء العاملات ونقلهن الى مواقع العمل في سيارات مكشوفة من نوع بيك آب تستخدم غالبيتها في نقل الحيوانات من القرى الى مجازراللحوم. وتجلب بعض النساء بناتهن الصغيرات او في سن المراهقة ممن لا يجدن العمل في المجال الشاق لكنهن يفضلن العمل مع بناتهن كي تبقى الفتيات تحت مراقبة الأم خوفا من تعرضهن للتحرش من قبل ارباب العمل، وللحصول على كسب مضاعف. بالمقابل تستمتع ام محمد في مهنة بيع السمك وهي تعمل الى جانب زوجها الذي يشتغل بمفردع في نفس المهنة منذ سنوات، لكن مصاعب الحياة وزيادة تكاليف المعيشة دفعت الزوج للطلب من زوجته في مساعدته في العمل، الامر الذي وافقت عليه الزوجة من دون ادنى اعتراض. وتقول ام محمد التي ترتدي الثياب السوداء من غطاء الراس حتى قدميها، ان"اعباء الحياة والاسرة المتزايدة هي من دفعتني للعمل، واحببت ان اكون الى جانب زوجي في تحمل تلك الاعباء سوية دون ان اتركه يتحملها لوحده". واذا ما كانت تتعرض الى مضايقات في العمل وكيف تواجهها سيما وان زوجها يعمل بقربها، اجابت"نعم اتعرض الى بعض المضايقات من الزبائن، لكن اتلافاها بحسن الخلق الذي امتلكه وهو ما يضع المتحرشين بموقف محرج"، مؤكدة انها لا تخبر زوجها بالمضايقات التي تتعرض لها خشية منها من المشاكل التي قد تنتج اذا ما علم زوجها بتلك المضايقات.