60% يؤيدون إلزام الجامعات بالعمل التطوعي قبل التخرج في استفتاء لجريدة “المدينة” العدد (17134) في تزامن يعكس اهتمام أمراء المناطق بالجوانب التطوعية بشكل واقعي ملموس في تكريم 5000 متطوع ساهموا في إعانة متضرري سيول جدة، و 300 مسؤول وطالب من التعليم التقني شاركوا أيضًا في أعمال الإصلاح والصيانة لتخفيف آثار الكارثة تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي وجّه عنايته بإقامة حديقة وميدان يرمز لهؤلاء الجند الأجاويد بنوعيهم. أيضًا تم في المنطقة الشرقية تحت رعاية أميرها إنشاء جمعية العلم التطوعي، وهي الأولى على مستوى المملكة كصرح متخصص في دعم وتأهيل الكوادر التطوعية، وتشجيع المبادرات الشبابية والجهات غير الربحية من النواحي التنظيمية والتقنية والدعم اللوجستي. ممّا يبشر بإمكانية تطبيق التجربة في باقي المناطق. إن من العرف السائد في المجتمعات كلها باختلافها أنهم يتسابقون نحو مبدأ التطوع، وهذا لتأكيد عوامل الانتماء والتراحم والتكافل المعنوي والمادي بواقع يتناسون فيه معًا في كافة المواقع والصروح فتزيد الروابط، وتتماسك فيما بينهم، ويتقاربون بروح إنسانية وأخوية حميمة، ونحن كمجتمع مسلم أولى من غيرنا بفضيلة التطوع، حيث يقول المولى عز وجل: (ونبلوكم بالخير والشر فتنة) الأنبياء، (قال سنشد عضدك بأخيك) القصص. فحقيقة ما نحتاجه بشدة في خضم الأحداث ضيقها وانفراجها، خيرها وشرها هو التطلع والفوز بالعون والغوث الإلهي الذي يأتينا مداده على أيدي هؤلاء بالجند المجندين المنتشرين في أنحاء الأرض ومراميها، وبلادنا حافلة بهم، فهم نماذج من صفوة الأنام على مرمى البصر، نجوم تتلألأ في السماء، وأطياف هادئة، وضياء لامع، سيماهم الأريحية، يسيرون بيننا هونًا «كأنهم ملائكة يرتدون لباس البشر، يشيعون الحب والألفة والأمان، فهم من العلامات المؤكدة أن الدنيا ما زالت بخير، عامرة بالنفوس الطيبة حتى تقوم الساعة، محتسبين أعمالهم لوجه رب كريم وعدهم خيرًا وبركة، تصحبهم السيرة العطرة قصر أم طال بهم العمر. يقول المولى: (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورًا) الإنسان.