يبدو أن الجدل المحتدم حول حصة مصر والسودان من مياه النيل بدا يتبدد بعد الجهود الديبلوماسية التي انتهجتها مصر في معالجة الازمة وتدخل الرئيس مبارك لفض الاشتباك بين دعاة الحرب حفاظا علي مياه النيل ودعاة التفاوض السلمي فعلى إثر زيارة قام بها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط لاديس ابابا وجّه ميليس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبى رسالة للشعب المصرى، أكد خلالها أن بلاده لا تخطط لمشروع من شأنه أن ينشر الجوع بمصر، أو يضر بمصالحها مطلقاً، مشدداً على أن ذلك لن يحدث أبداً، بل وأكد أن السدود التى تنوى إثيوبيا إقامتها ستعود بالنفع على مصر أيضاً. وقال زيناوى فى تصريحات صحفية على أن بلاده لم تطلب مساواة حصتها من ماء النيل بحصة مصر، لأنها تدرك أن مصر بحاجة إلى مياه للرى أكثر من إثيوبيا، فمن غير المعقول أن تطالب بهذا الأمر، لكن إثيوبيا طالبت فقط ببناء قدر كاف من السدود لتوليد الطاقة ومياه تكفى لرى الأراضى الزراعية. ونفى بشكل قاطع وجود نوايا لدى دول المنبع ببيع مياه النيل لمصر والسودان، وقال زيناوى "إثيوبيا لم تفكر أبداً فى بيع المياه إلى أى جهة ما، ومياه النيل تتدفق من إثيوبيا إلى مصر منذ ملايين السنين، ونحن نريد استخدام جزء من هذه المياه، ولن نقوم ببيع أى مياه لأى جهة حتى وإن كنا فى غير حاجة لها، ولن نطلب من مصر أبداً شراء مياه النيل". وقال رئيس الوزراء الإثيوبى "يجب أن نقر فى البداية أن الاستفادة من مياه النيل ليست معقدة، ولا يعنى استفادة دول المنبع من النيل خسارة لدول المصب مصر والسودان، ودول المنبع لن تخسر فى حال استفادة دول المصب من المياه"، مؤكداً أنه لن يتم الإقرار إلا بالخيار الذى يرضى جميع الأطراف، والحل الوحيد لمشكلة مياه النيل هو الحل الذى يرضى جميع الأطراف، مشيراً إلى أن مياه النيل تستخدم لغرضين أساسيين، الأول هو توليد الكهرباء، والثانى هو الرى.